استبقت أوساط سياسية معنية بالملف الحكومي، لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بالاشارة الى “قوة دفع” – ربطاً بالحراك العربي والدولي المتسارع على الخط الحكومي – تتحرّك بجديّة وزخم هذه المرّة في اتجاه دفع الرئيسين عون والحريري الى التوافق على حكومة.
ورأت أن حظوظ التفاهم هذه المرّة اكبر مما كانت عليه في السابق، وخصوصاً انّ التشكيلة التي قدّمها الحريري، وُضعت بنفس ايجابي وليونة ظاهرة في مقاربة هذا الملف ومرونة جدّية تحاكي ما يريده الحريري، وكذلك ما يقبل به رئيس الجمهورية، علماً انّ مشاورات مكثفة جرت في الفترة الاخيرة على كل الخطوط المعنية بملف التأليف ومن دون استثاء أي طرف، أفضت إلى إعداد هذه التشكيلة.
كما وقرأت مصادر سياسية أجواء اللقاء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بأنّها هادئة ولم تكن متشنّجة، بدليل عدم ظهور أيّ علامة امتعاض على الرئيس المكلّف بعد انتهائه، خلافاً للإجتماع الثامن عشر الذي خرج منه الحريري مكفهر الوجه، وتحدث صراحة عن سلوك رئيس الجمهورية المنحى التعطيلي لجهوده الرامية الى تأليف الحكومة.
عملياً، ألقى الرئيس المكلّف كرة التأليف في ملعب رئيس الجمهورية، مؤدّياً بذلك قسطه المطلوب منه في هذا السياق، ويفترض بالتالي أن يأتي الجواب الرئاسي عليها اليوم. ولكن بمعزل عن الروايات السلبيّة التي سبقت هذا اللقاء وتلته، فإنّ المصادر السياسية ترى أنّ من السابق لأوانه تحديد موقف رئيس الجمهورية من تشكيلة الحريري سواء لناحية رفضها أو قبولها. الّا أنّها لفتت الإنتباه الى مسألة اساسية، وهي أنّ عون والحريري باتا محشورين في زاوية الحاجة الداخلية الى حكومة تتصدّى للأزمة المتفاقمة، والرغبة العربية والدولية في التعجيل بتشكيلها.