شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، على أن “العلاقات بين القوات والمملكة العربية السعودية تتسم بالثقة والاحترام بين الطرفين، ولا علاقة للحظ فيها”، لافتا إلى أن “الهدف من مؤتمر إعادة تصدير الأمل في معراب، إيجاد تصور للخروج من الأزمة لأننا نتكلم على صادرات بقيمة 50 مليون دولار في السنة، والأسوأ ان دولا عربية كثيرة لحقت السعودية بقرار منع التصدير إليها من لبنان”.
وقال في حديث عبر إذاعة “لبنان الحر”: “كنا محظوظين أننا استطعنا وضع تصور للخروج من الأزمة مع السعودية”.
وأشار إلى أن “منطق المملكة يتقدم قطار علاقاتها مع لبنان”، متحدثا عن “إصرار سعودي على مصلحة لبنان. أما السكة الأخرى فهي حماية مصالح المملكة التي ترى نفسها بمواجهة مع حزب الله في الدول العربية كافة التي انخرط فيها الحزب بصراعات، إضافة إلى أن لبنان الرسمي يهاجمها، وما من إرادة لبنانية جدية لضبط موضوع التهريب. وعدا عن التصدير نتكلم على السياحة والودائع السعودية في لبنان واللبنانيين المقيمين هناك”.
وقال: “ليشرح لي أحدهم ما هي استفادة لبنان من كسر العلاقة مع السعودية وبأي حق تكسر؟”
ورأى أن “مشكلة لبنان كبيرة مع حزب الله، وكبيرة جدا مع الطبقة السياسية اللبنانية التي سلمت نفسها للحزب، والسعودية قالتها علنا، انه من الصعب التعامل مع دولة لا قرار سياسيا فيها”.
وعن اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة قال: “لم نكن نعتبر ان الأكثرية الحاكمة ستنتج حكومة إصلاحات واختصاصيين على غرار ما طلبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. شككنا بالأمر لأن هناك منظومة حاكمة ترضى بالتخلي عن إدارة من الادارات التي تتحكم فيها على الرغم من فشلها ومن الانهيار الكامل الذي نعيشه. لبنان يغرق وينزح وعدو الغريق والنازف هو الوقت، والى الطبقة الحاكمة نقول: أغرقتم الشعب تحت المياه وانسحبتم”.
ولفت الى ان “حزب الله لا يتخلى عن الحريري لسبب بسيط وهو حاجته إلى الغطاء وذعره من العزلة، وهذا ما دفعه الى دعمه، وفي اعتقاد الحزب انه حصل سابقا على دعم سني من دون أي معارضة، إنما هذا ليس تحالفا بل احتضانا قد يدوم كثيرا.
وردا على سؤال أجاب: “الممارسة السياسية شكلا ومضمونا باتت تلامس المعيب، إذ لا رجالات دولة ولا رؤية ونظرة للدولة، ومن دفع الثمن الناس، لأنهم أضاعوا 9 أشهر حيوية وما حصل معاكس تماما لما كان يجب أن يحصل”.
وتابع: “لا نزال نرى ضحكة صفراوية عندما نتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة، ولو استطعنا إقناع الناس بانتخابات مبكرة لكنا وفرنا الكثير على الشعب. قانون الانتخابات مش شغلتو يغير المجتمع، فهو يسمح للناس بالتغيير من خلاله”.
وعن العلاقة مع “تيار المستقبل” قال: “خضنا مع تيار المستقبل أفضل المواجهات وتخطينا أصعب المراحل ونحن نحافظ عليها ويدنا ممدوة إليه. لا يفكرن أحد ضمن مجموعات معينة ان يكسر علاقة سياسية، فالممارسة تشبه لعبة الشطرنج مع عد للخطوات من دون احتساب الشعب فيها. القوات على تواصل دائم مع الجميع. تعريف السياسي هو التواصل مع الناس ونحن نحافظ على تواصل مع الجميع عدا حزب الله الذي وضع نفسه على ضفة أخرى من النهر”.
وأشار الى ان “القوات من خلال ترتيبها العلاقة مع المملكة تريد ان تقول لها: لبنان شعب قبل السياسة، وكل مقارباتنا إيجابية للبناء ومعاركنا الداخلية نخوضها بأنفسنا ولكن كل ما يرتبط بالتبادل مع الخارج نعمل على مصلحة البيت بأكمله”.
وأضاف: “محور الممانعة ثابت في الغرق وسيغرق ناسه ونحن معهم. أقول لمحور الممانعة: لسنا ضيوفا عندك. نحن شركاء في هذا الوطن. لم ولن أقبل بأن تتعامل معي كضيف. المقاومة الفعلية هي الثبات وعدم التلهي بالمعارك الجانبية والنظام المافيوزي الذي يتم تركيبه”.
وأردف: “يتعين على اللبناني ان يقوم بردة فعل قاسية جدا على الطبقة السياسية من دون الذهاب إلى الفوضى، وأتمنى عليه حماية الجيش برموش العين، وعلى قائد الجيش ان يستمر بالتصرف بوعي كبير وبلا عنف، وان يبقى تركيز الجيش على الحدود لئلا يحصل انزلاق نحو المواجهات”.
وأشار الى ان “تجربة حكومة حسان دياب هي الأفشل في تاريخ لبنان، وعندما يندد المجتمع الدولي بالفشل الذريع ويتجنب الوزراء المعنيون الإجابة على الأسئلة بوضوح في اللجان المختصة، على الدنيا السلام.أنا شخصيا قرفت، وسئمت من هذه الكوميديا وبرأيي بعيدا من الرأي الرسمي للحزب، يجب الذهاب للاستشارات النيابية بلا أي تسمية”.
وأكد أن “لا أحد من الاختصاصيين يستطيع التغيير بوجود حزب الله. المشكلة أن الجرح ليس ناتجا من حادث إنما من استهداف، والقناص لا يزال موجودا وسيعيد فعلته كما سيطلق النار على كل من يحاول الإسعاف. لا أحد يستطيع إيجاد حل، فالسياسة تشبه بجزء منها الملاكمة، إذ لا نستطيع ان نصبح أبطال ملاكمة بلا ممارسة كما حصل مع حسان دياب”.
وأضاف: “حزب الله شريك بالتخطيط والتنفيذ مع ايران، والمشكلة ليست منه فقط، مع العلم بأنه المشكلة الأكبر، بل من الطبقة كلها، ولو أراد لشكل بكلمة وبحرف الحكومة”.
ولفت الى ان “الكتلة المسيحية الأكبر ترسم مسار تغيير كبير في قرارات لبنان”، وقال: “حزب الله يحظى بدعم من أكبر كتلة مسيحية يتوجب عليها ان ترد مسار الشراكة إلى لبنان”.
وعن موضوع رفع الحصانات في قضية انفجار 4 آب قال: “لن نقبل بأن نصل إلى ما هو أسوأ بعد. الحصانة موجودة لإعطاء حرية للنائب بموقفه السياسي وليس لمن هو متهم بالتقصير. مستمرون بملف الانفجار حتى النهاية لأنه يجسد كل المشاكل في لبنان، من عدم المبالاة بالشعب وبحقوقه وممتلكاته. كل مآسي الشعب تختزل بحدث 4 آب ونحن سنكون رأس حربة في هذا الملف”.
وختم بو عاصي: “وصلنا إلى قعر القعر في عهد ميشال عون، وهذا ما لم نشهد له مثيلا، ولكن لن نستسلم لأن لدينا مقومات الصمود والنهوض. وضعونا في أسوأ موقع في العالم وهو موقع الشحادة ولم يبقى لدينا خيارات أخرى وسط غياب منظومة بأكلمها”.