Site icon IMLebanon

حادث عرضي أم مؤشر لخطر أكبر؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

بات من الواضح أن كل ارتفاع يشهده سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية يجب أن يقابله من الجانب الآخر توترات شعبية على الأرض مسرحها بشكل مستمر مدينة طرابلس.

فما إن أعلن سعد الحريري عن اعتذاره عن تشكيل الحكومة حتى قفز الدولار قفزات سريعة محققاً مزيداً من الإرتفاع مقابل الليرة، الأمر الذي أدّى إلى حالة من الغليان الشعبي في الشارع؛ انفجر بعد ظهر أمس الجمعة من مدينة طرابلس وتحديداً من منطقة جبل محسن، التي خرج فيها محتجون على إرتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الفاحش وما آلت إليه الأوضاع، وعمدوا إلى قطع الطريق المعروف بسكة الشمال؛ وبعد تدخّل من جانب عناصر الجيش اللبناني لفتحها حصل تلاسن مع هذه العناصر تطور إلى تضارب ورشق الجيش بالحجارة، فردّ الاخير باطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المحتجين. وفي الأثناء، ألقى أحد الشبان قنبلة يدوية باتجاه الجيش ما أدى إلى إصابة 10 عناصر، كما أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيانها عقب الحادثة؛ بالإضافة إلى جرحى في صفوف المحتجين.

إذاً، عاد التوتر الأمني إلى مدينة طرابلس مجدّداً وهذه المرة من بوابة جبل محسن، بعد أيام على توتر آخر كانت شهدته المدينة من جارة جبل محسن منطقة باب التبانة؛ والخلفية هي نفسها “الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية الصعبة والخانقة التي تضغط على الأهالي”.

أهالي جبل محسن الذين دعوا الطرابلسيين لمؤازرتهم في احتجاجاتهم ضد السلطة الفاسدة، تضامنوا مع أهالي التبانة في احتجاجهم قبل أيام، على انقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت تحت عنوان “جبل وتبانة وجعنا واحد”.

الإحتكاك مع الجيش مرفوض

واعتبر عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش في حديث إلى “نداء الوطن” أن “ما جرى في جبل محسن حصل على خلفيات مطالب محقة للناس بلا أدنى شك؛ ولكن من غير المقبول مهاجمة الجيش أو الاحتكاك معه أو رمي قنبلة صوتية في اتجاه عناصره، لأن الجيش داعم للناس جميعاً وهو صيغة حافظة للبلد وحامية للمواطنين”.

وأعلن درويش أنه أخذ مبادرة لحل أزمة المازوت في جبل محسن قائلاً: “اتصلت بقيادة الجيش في الشمال وبالوزير ريمون غجر وتم تأمين كمية مازوت فورية سترسل إلى جبل محسن بشكل سريع لتأمين الكهرباء للأهالي”.

وإذ أكد درويش “أن من حق الناس أن ترفع الصوت” أوضح أنه “لا تبرير لوضع الناس في مواجهة الجيش”، ولم يستبعد دخول طابور خامس يريد توريط الأهالي مع الجيش، مشيراً إلى أنه “طالما صار احتكاك مباشر فهناك علامة استفهام كبيرة حول الأمر… بالنهاية الناس ناسنا وجبل محسن جزء من طرابلس ونحن في كتلة “الوسط المستقل” برئاسة دولة الرئيس نجيب ميقاتي نتكلم بلسان العقل ونحن موجودون إلى جانب الناس ونؤكد أن طرابلس ليست مدينة متفلّتة وليست حالة خارجة عن الدولة، بل هي مدينة حاضنة للجيش اللبناني ولكنها مغبونة من الدولة في نفس الوقت”.

وختم درويش بالقول: “رفع الصوت لأجل مطالب الناس أمر محق ولكن من الواجب أيضاً ألا نفسح في المجال لأي كان يريد العبث بأوضاع المدينة أن يتسلل تحت حجة هذه المطالب، وكأن طرابلس هي الخاصرة الرخوة لينفّذ أجندات خاصة يعيد لها عقارب الساعة إلى الوراء”.

وكان الجيش اللبناني قد استقدم عناصر إضافية إلى جبل محسن معززاً تواجده، الأمر الذي أدى، إلى جانب المساعي، إلى تطويق الأمر وعودة الهدوء. بالتوازي، قطع محتجون طريق ساحة النور في طرابلس على خلفية الأوضاع المعيشية، كما قطعت أمس العديد من الطرقات في مدينة طرابلس احتجاجاً.