كتب عمر حبنجر في “الأنباء” الكويتية:
مطلوب رئيس لتشكيل الحكومة قبل 4 آب المقبل لسببين: احتواء التفاعلات الشعبية المنتظرة في احتفالات يوم ذكرى الانفجار الكبير الذي دمر 25% من جغرافية بيروت، وتأمين التمثيل الحكومي في مؤتمر باريس لدعم لبنان المقرر في الرابع من آب ايضا برعاية الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو على مستوى رئيس مكلف، لتعذر تمثيل البلد برئيس حكومة مستقيلة، ومصرفة للأعمال.
وللوصول الى هذا الهدف، يتجه الفريق الرئاسي، الى اجراء، مشاورات غير ملزمة، للتفاهم على شخصية محددة وتسميتها، تلتها استشارات نيابية ملزمة حول اسم الشخص الذي يكون سمي بالمشاورات غير الملزمة.
المشاورات بدأت عمليا، منذ إعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة وستستمر خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، حتى يوم الخميس المقبل، ليحدد موعد الاستشارات النيابية بعدها، يومي الجمعة والسبت، وعلى أمل اكتمال «النقل بالزعرور قبل افتتاح مؤتمر باريس».
لعبة الاستشارات قد تطول وتطول اذا تجاوز الرئيس الحريري، وبسبب من الاسباب وعده بالتسهيل، اقله من قبيل رد الرجل للفريق الرئاسي، الذي استهلك تسعة اشهر من الزمن من اجل كسر شوكة سعد الحريري، وتنفيذا لمعادلة: سعد وجبران داخل الحكومة أو سعد وجبران خارجها.
الراهن ان اعتذار الحريري زاد من تعقيدات الأزمة، ولم يحلها، خلافا لاستنتاجات الفريق الرئاسي الذي اعتبر في الاعتذار انتصارا لثنائي عون – باسيل وهزيمة للرئيس الحريري ومعه الرئيس بري، وكل من قام بوجه محميات باسيل الكهربائية والنفطية والمائية، وصولا الى سدود المياه الجافة، وكل مستنزفات الشعب اللبناني.
القوات اللبنانية ردت برودة موقفها من اعتذار الحريري، الى أنها كانت تتوقع امرا من اثنين، اما ان يعتذر في نهاية المطاف، واما ان تلقى حكومته مصير حكومة حسان دياب، التي لم تتمكن من تقديم أي انجاز، واعتبرت المصادر القواتية انه كان من الأجدر الذهاب الى استقالة مشتركة لنواب المستقبل والقوات والاشتراكي، لفرض الانتخابات المبكرة. ووسط هذه الاجواء، صدر تحذير عن وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون»، وعلى لسان نائبة مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الشرق الاوسط، دانا ستراول ابدت فيه تخوفها من ان تؤدي الاوضاع الاقتصادية في لبنان الى تدهور امني كبير.
قائد الجيش العماد جوزف عون، قال من جهته أمس: لن نسمح لأحد بزعزعة الأمن، ولا العودة الى الماضي.
وأكد ان الأمن خط أحمر، والجيش لن يسمح بالعبث بالأمن في منطقة بعلبك، او أي منطقة اخرى.. مهما كانت الاثمان والتضحيات.
وأضاف: «في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية تزداد معاناة الشعب اللبناني والعسكريين ايضا».