ترأس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر قداس ليلة عيد مار الياس الحي الذي احتفل به خادم رعية مار الياس في الدامور الخوري إميل الرامي وعاونه فيه الخوري جورج مسعود والخوري أنطوان سركيس في حضور جمع من المؤمنين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: “كثيرا ما نتحدث في عظاتنا في مناسبة عيد النبي ايليا عن جرأته وعن غيرته التي دفعته إلى مواجهة كهنة بعل وحيدا على جبل الكرمل. وقلما نتصوره غير حامل سيفه يقطع به رؤوس كهنة بعل. وتحول هذا النبي بالنسبة إلى قسم منا إلى محارب شرس يلجأون إليه وقت المخاطر ليستلَّ سيفه ويقهر الأعداء ويحمي المؤمنين الحقيقيين”.
وقال: “قلما نتحدَّث عن خوف هذا النبي من الملكة إيزابل وهربه من أمام وجهها إلى قمة جبل حوريب حيث مكث فترة من الزمن مختبئا (1مل 19). وأنا جئتكم في هذا المساء لأتأمل وإياكم في خوف إيليا وهروبه. لماذا خاف إيليا، ولماذا يخاف كل إنسان؟ خاف إيليا لأنه نظر إلى ضعفه وإلى قوة الشر في قلب الملكة فقرر عدم المواجهة. خاف إيليا لأنه خسر رضى الحاكم وبالتالي خسر محبة كبار قومه. خاف إيليا لأنه خاف الجوع في السجن والألم بحد السيف. خاف إيليا لأنه وجد نفسه وحيدا في المواجهة، وحيدا بين أهله. خاف إيليا لأن طريق إحلال الحق شاق وطويل ومكلف. أليست هذه هي الأسباب نفسها التي تضع الخوف في قلوبنا؟”.
ولفت إلى أنه “الى جبل حوريب التقى إيليا الله فتأكد أن الكلمة الأخيرة في هذا العالم ليست للشر. أدرك أن إحلال الحقِّ هو دعوته فما عاد يأبه لعطف كبار العالم عليه، وما عاد يتعب من مواجهة الظلم وحيدا”.