تتكثف الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية لتوفير مظلة من القبول والرضى عن الشخصية المراد تسميتها لتشكيل الحكومة العتيدة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن المهمة، وتضامن أعضاء نادي رؤساء الحكومة السابقين معه في رفض هذه المشقة، بعدما أتضح ان دوافع التراجع عن حمل هذه المسؤولية الوطنية لم تكن محلية صرفاً، بل تداخلت معها عوامل خارجية ألتقت على أستبعاد حزب الله وقوى الممانعة عن التركيبة الوزارية الجديدة، ومنها على سبيل المثال الفيتويات الاميركية والسعودية وسواها من عربية وخليجية تحديدا التي لطالما أدانت وتدين تدخل الحزب وتاليا أيران في شؤونها.
أوساط سياسية غربية ترى عبر “المركزية” في تجميد حكومة اسرائيل الجديدة برئاسة نفتالي بينيت العمليات العسكرية على المواقع الايرانية وتلك التابعة لحزب الله والميليشيات الدائرة في الفلك الايراني في سوريا، تماهياً مع سياسة ادارة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الرامية الى تهدئة الاوضاع في المنطقة، والمحافظة على الستاتيكو الراهن في دولها، إضافة الى تخفيف عوامل التوتر قبل تسلم الرئيس الايراني الجديد أبراهيم رئيسي السلطة من سلفه حسن روحاني.
وتؤكد اوساط ديبلوماسية غربية أن لن يكون نفوذ لايران وأذرعها العسكرية في الدول المحيطة باسرائيل، لذا هي لا تستبعد ايضا أن تطلق إدارة بايدن يد تل أبيب في لبنان إذا لم يلتزم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحصرية السلاح بيد الشرعية، وأن واشنطن قد تستخدم ورقة المال الايراني المحتجز في المصارف الاميركية والعالمية بسبب العقوبات لممارسة المزيد من الضغط على طهران في المفاوضات معها، وهذا ما جعل وزير الخارجية محمد جواد ظريف ينصح الرئيس المنتخب رئيسي بالتفاوض مع واشنطن للوصول الى اتفاق من شأنه أن يؤدي الى الافراج عن أموال بلاده المحتجزة بسبب العقوبات الاميركية المفروضة عليها.