في الخامس من حزيران الماضي، سرق مجهولون تجهيزات بئر الـ14 في مدينة بعلبك ما أدى إلى أزمة مياه في أكثر من 5000 وحدة سكنية تتغذّى من مياه البئر في حي العسيرة. بعد مساعٍ من حزب الله مع مؤسسة مياه البقاع لإعادة تشغيل البئر، وتكفّله بدفع ثمن التجهيزات اللازمة غير المتوافرة لدى المؤسسة، وأثناء محاولة إنهاء الأعمال أمس، تبيّن أن تابلو الكهرباء وكابلاً بطول 350 متراً جرى تركيبهما قبل أيام قد سرقا أيضاً. السرقتان تأتيان في سياق عشرات عمليات السطو التي طالت مصلحة مياه بعلبك من دون أن تحرك المؤسسة أو المصلحة أو الأجهزة الأمنية ساكناً أو أي إجراءات. علماً أن سرقة تجهيزات الآبار تحتاج الى «ونش» لسحب المضخّات والكابلات ورفع بسبب ثقل وزنها، ما يثير تساؤلات عن سبب عدم تمكن عمال المصلحة ومشغلي المحطات والمنشآت من عدم ملاحظة أيّة تحركات غريبة.
مصدر في المؤسسة قال لـ«الأخبار» إن عمّال التشغيل «مهمتهم تشغيل المولدات لا الحراسة، والأجهزة الأمنية هي الجهة المولجة تأمين الحماية لهذه المنشآت، لعدم توفر القدرة لدى المؤسسة على تركيب كاميرات مراقبة لآبار بعيدة عن المناطق السكنية».
وتجدر الإشارة إلى أن «شركة نزيه بريدي» ربحت مناقصة التشغيل للمنشآت الخاصة بمؤسسة مياه البقاع، وهي تشغّل 66 عاملاً موزعين على الآبار، منهم 5 في بئر الـ14. ويشكو هؤلاء من تدني رواتبهم وعدم دفع بدلات نقل لهم إضافة إلى «الخوف الذي يسيطر على العمال لعدم توفر الدعم لهم من الشركة أو المؤسسة»، وفق أحدهم، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية تعرف اللصوص بالأسماء. فلماذا نكون ببوز المدفع؟».
ورغم أن تقارير عدة رفعت إلى القيادات الأمنية والعسكرية لمعالجة مشكلة السرقات التي تتعرض لها المنشآت العامة والخدماتية، لم ينج أي بئر مياه تقريباً، في محافظة بعلبك الهرمل، من سرقة تجهيزاته.