أشار مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، الى أن “أسعار السلع الغذائية الأساسيّة التي تحتاج إليها الأسر في لبنان سجّلت ارتفاعاً كبيراً في النصف الأول من شهر تموز 2021”.
وارتكز المرصد في دراسته على جداول أسعار وزارة الاقتصاد والتجارة، وتتبع مجرى الأسعار الذي يجريه باحثو مرصد الأزمة بشكل دوري.
ولفتت الدراسة إلى أنّ “أسعار سلع غذائية أساسية صعدت أكثر من 50 في المئة في أقلّ من شهر. ويؤشّر الارتفاع المتصاعد والأسبوعي لأسعار الموادّ الأساسية إلى بداية انزلاق لبنان نحو التضخم المفرط”.
وقارن المرصد مؤشر أسعار الاستهلاك خلال السنتين الماضيتين وتبيّن إثر ذلك الارتفاعات الكبيرة في كلفة الغذاء والحاجات الأساسية “حيث زادت أسعار 10 سلع غذائية أساسية أكثر من 700 في المئة منذ تموز 2019، أي قبل الانهيار المالي والاقتصادي، منها ما تحتاجه الأسر كمكونات أساسية في غذائها كالخضر والحبوب والألبان، ولحم البقر والبيض والزيت. حتى الخبز العربي الذي يُفترض أنه مدعوم عبر دعم استيراد القمح والطحين على سعر الصرف الرسمي ارتفع ثمنه 233 في المئة منذ أيار 2020”.
وأشارت دراسة المرصد إلى أنّه “وفقاً لمحاكاة لأسعار المواد الغذائية في النصف الأوّل من تموز 2021، فإنّ كلفة الغذاء بالحد الأدنى لأسرة مكوّنة من 5 أفراد أصبحت تقدّر شهرياً بأكثر من 3,5000,00 ليرة لبنانيّة، من دون احتساب كلفة المياه والغاز والكهرباء، وهي بدورها في ارتفاع باهظ”.
وأضاف المرصد أنّه “بناءً على هذه التقديرات، يمكننا تخمين بشكل أولي موازنة الأسرة لتأمين غذائها فقط بنحو خمسة أضعاف الحدّ الأدنى للأجور. وستجد الأكثرية الساحقة من الأسر في لبنان صعوبة في تأمين قوتها بالحدّ الأدنى المطلوب من دون دعم عائلي أو أهلي أو من دون مساعدة مؤسسات الإغاثة.
وشرح المرصد: “يرتبط التضخّم الكبير الحاصل في أسعار الموادّ الغذائيّة بتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، إذ خسرت أكثر من 90 في المئة من قيمتها خلال أقل من عامين. ومن المتوقّع أن يستمرّ هذا التضخّم مع توقع انخفاض أكبر لقيمة اللّيرة اللبنانيّة خلال الأشهر المقبلة”.
واعتبر أنّه “في ظل تغييب القرار السياسي للتعاطي المسؤول مع الأزمات اللبنانية، والتباطؤ المريب في إطلاق البطاقة التمويلية، وعدم وضع خطة انقاذ وتعافي، والاستمرار في زيادة حجم الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية بشكل غير مسبوق وبلا ظوابط، فإن الوصول إلى يوم تتغير الأسعار فيه بين الصباح والمساء ليس بعيد”. ورأى أنّ لبنان قد يتحوّل إلى فنزويلا المتوسط.