لم يعد التضخّم المفرط المهدّد الوحيد للأمن الغذائي محلّياً، إذ أضيفت إليه أزمة شحّ المازوت لتسارع حدّة تدهور القطاع الغذائي وسط العجز عن توليد الطاقة الكهربائية سواء من كهرباء لبنان أو من المولّدات الخاصة.
فقد رفعت نقابة أصحاب السوبرماركت الصوت، محذّرةً من انقطاع المازوت، لافتةً الى أن “الكثير من المواد الغذائية الموجودة في السوبرماركت بحاجة الى برادات، وأخرى الى درجات حرارة منخفضة نسبياً، لذلك سيضرّ انقطاع التيار الكهربائي حتماً بسلامة المواد الغذائية”.
من جهته، نبّه نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إلى “صعوبة استمرار الشركات المستوردة بتأمين التخزين والتوزيع”، مضيفاً: “قد نعود الى الحبوب والمعلبات فقط لأننا وصلنا فعلا إلى الحضيض بسبب سياسات خاطئة طوال الفترة الماضية”.
وفي حديث لـ”المركزية” أوضح نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، إلى أن “مطالبتنا تخصيص السوبرماركت بكمّيات من المازوت على غرار الأفران والمستشفيات جاءت بعد تفاقم صعوبة الوضع وبحدّة، إذ نحتاج إلى كهرباء 24/24 للحفاظ على البضائع وإلا تتعرضّ السلامة الغذائية إلى الخطر. الوضع صعب جدّاً وبعض الشركات المستوردة تلبّي، مشكورةً، حاجة السوبرماركت، لكن عددا كبيرا من هذه السوبرماركات عاجز عن تأمين المادّة ما يضطرّه إلى اللّجوء إلى السوق السوداء للحصول على كميّات محدودة، الأمر الذي ينعكس ارتفاعا على كلفة المواد الغذائية”.
وأشار إلى أن “عدداً من السوبرماركت كان عدّل دوامات عمله، والأمر يتفاوت تبعاً للقدرة على تأمين المازوت وعلاقة الشركة بالمورّد، بهدف تخفيض المصروف واستخدامه للتبريد أكثر من الإنارة لا سيّما خلال فترات الليل، لكن في حال لم يؤمّن المازوت سنصل إلى وقت لن يساعد فيه تقليص ساعات العمل، إذ في حال وجدنا أنفسنا مرغمين على إطفاء البرّادات لن تكون المواد الغذائية المبرّدة على أنواعها متوافرة”.
أما في ما خصّ الارتفاع الجنوني في الأسعار، اعتبر فهد أن “سعر صرف الدولار يتقلّب يومياً وأكثر من مرّة خلال اليوم الواحد، بالتالي يجب أن يستقرّ كي نتمكّن من التسعير. لذلك، وفي وضع التضخّم المفرط الذي دخلنا فيه منذ حزيران الماضي، اقترحنا التسعير بالدولار والدفع بالليرة اللبنانية كحلٍّ منصف يحمي المواطن والتّجار والسوبرماركت، والتطبيق يعود إلى سياسة الحكومة ونأمل التجاوب مع المطلب هذا”.