بين الداخل الذي يرمي أسباب الازمة اللبنانية على الخارج، وتحديدا الدول المؤثرة على ساحته مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وبين الخارج المحمل أركان السلطة والقيادات اللبنانية مسؤولية عدم تشكيل الحكومة والتجاوب مع المناشدات والمبادرات الغربية، خصوصا الفرنسية التي أطلقها الرئيس أيمانويل ماكرون، يبقى لبنان على تدحرجه المأسوي نحو السقوط والانهيار الشامل للدولة، على ما حذر أكثر من مسؤول، وفي مقدمهم وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان الذي شبه الوضع بسفينة التيتانيك لدى غرقها، والمسؤولون فيه ماضون في التقاتل على الصلاحيات وتناتش الوزارات.
وسط كل هذه الضبابية في المشهدية السياسية، تحمّل مراجع دبلوماسية إيران مسؤولية افشال تشكيل حكومة المهمة برئاسة الرئيس سعد الحريري، لتحول دون عودة فرنسا واميركا ومصر الى الملعب اللبناني في الوقت الضائع، ومن اجل ابقاء لبنان من جهة ساحة مفتوحة لها وحدها دون شريك خصوصا في هذه المرحلة عشية استئناف مفاوضات فيينا وورقة في يدها من جهة ثانية لا تريد خسارتها لئلا ينعكس ذلك سلبا على وضعها واوضاع حلفائها في المنطقة.
وتضيف المراجع أن التحرك الدولي المتمثل، تحديدا، بالترويكا الاميركية الفرنسية المصرية أقلق طهران وحزب الله واخافهما من عودة الرعاية الغربية للازمة اللبنانية، خصوصا وان فرنسا ترأس الدورة الحالية لمجلس الامن. من هنا كان تركيز طهران على اجهاض أي تحرك غربي باتجاه لبنان ومنعه من تحقيق هدفه بالعودة الفاعلة والمؤثرة اليه لابقاء قراره بيد حزب الله.
وتختم الاوساط رابطة يبن هذه المشهدية وبين بيان التوجيه الذي اصدره الرئيس الاميركي جو بايدن الى الكونغرس ويقضي باستمرار وضع لبنان ضمن حالة الطوارئ الوطنية بالنسبة للولايات المتحدة. واعتبار أن انشطة نقل الاسلحة بين إيران وحزب الله تتم في شكل متزايد وتهدد الامن القومي الاميركي.