Site icon IMLebanon

الخلاف بين “البرتقالي والأصفر”… جدي أم توزيع أدوار؟

جاء في “المركزية”:

قبل 48 ساعة على موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الاثنين المقبل من اجل اختيار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ما زالت السيناريوهات السياسية والنيابية توحي بالمزيد من المفاجآت التي يمكن ان تنعكس على وحدة اركان الحكم وخصوصا بين طرفي “تفاهم مار مخايل” إن مضى طرفاه في خيارهما المتناقض بشأن تسمية الرئيس المكلف بحيث يصر حزب الله عبر الموقف الذي تبناه من ضمن “الثنائية الشيعية” على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي في ما يتجه التيار الوطني الحر الى تسمية القاضي نواف سلام للمهمة عينها.

وإن بقيت المعادلة قائمة ببساطة على هذه الخلفيات على ثنائيتها، فقد عبرت مراجع نيابية وسياسية عبر “المركزية” عن اعتقادها بأن هناك مخاوف جدية من امكان ان ينعكس ذلك على العلاقات بين أبرز طرفين من الاكثرية النيابية في اسوأ توقيت يمكن ان يتوقعه احد. ولا سيما ان ثبت ان هناك خلافا جديا  بين العلمين البرتقالي والأصفر حول مثل هذا القرار الاستراتيجي، ذلك ان التوقعات بإمكان وجود سيناريو متفق عليه سلفا بينهما قضى بعملية توزيع ادوار أمر مستغرب ومستبعد في مثل الظروف التي تعيشها البلاد والازمة التي يتحمل فيها اهل الحكم والحكومة المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع طالما انها من إنتاج سياسات وخيارات فاشلة على اكثر من مستوى ولا سيما عند تقدير مخاطرها الجدية على مصير البلاد والعباد.

ثمة من يعتقد، ان قرار الوطني الحر بني على اعتراضه العلني والعالي السقف لتجاهله عند بناء التفاهم على ميقاتي بالسرعة التي لم يكن يتوقعها بين “الثنائي الشيعي” والمستقبل والاشتراكي من دون علم او استشارة البياضة او بعبدا التي رصدت المواقف بالتعبير عن استعداد الرئيس ميشال عون للتعاون مع ميقاتي في موقف تمايزت فيه بالكثير من الملاحظات عن البياضة وهو امر انعكس بلبلة لم تتجاوزها “الطحشة” القائمة باتجاه تذليل العقبات التي يمكن ان تعترض عملية التكليف قبل البحث بالتأليف. وكل ذلك يجري تزامنا مع ما سارع اليه آخرون ومنهم نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الى التأكيد ان “الميثاقية المسيحية” لا تقف عند موقف كتلتين نيابيتين بحجم “القوات اللبنانية” التي انسحبت من الاستحقاق بدون تسمية الرئيس المكلف، في ما يتجه التيار الى الاعتراض على تسمية ميقاتي.

بعيدا من هذه المعادلات، أظهرت المراجع السياسية والنيابية ان اتصالات الساعات الماضية ستأتي بما يمكن ان يوضح كيفية العبور بمرحلة الاستشارات. فالرئيس ميقاتي الذي يستعد للمهمة بعد مجموعة من الاسئلة والضمانات المطروحة منذ ايام، يعود بعد ظهر اليوم الى بيروت منهيا زيارة الى اوروبا أمضاها بين باريس ولندن. كما سيعود الحريري غدا الأحد من عطلة عيد الأضحى من أبوظبي على وقع الاستعدادات التي انجزت لترتيب اجتماع لرؤساء الحكومة الاربعة في بيت الوسط عشية الاستشارات ولإطلاق بيان لتكريس التغطية التي طلبها “الثنائي الشيعي” لميقاتي من قادة الطائفة السنية بعدما تبلغ وقوف دار الفتوى الى جانبهم في اي توجه يقودونه.

وعلى هذه المعطيات، لا تتجاهل المراجع خطورة ان ينجح التيار البرتقالي بتطيير كل الجهود المبذولة من خلال إعلان حربه المسبقة على ميقاتي باعتبار انها “ميني حرب” مع الحريري الذي خرج من الصف الامامي في الحقل الحكومي المتفجر الى مكان آخر تحول فيه الى ضامن لأي قرار يمكن ان يتخذ عند تسمية خليفته.

وبعيدا من كل ذلك، يبقى واضحا ان البلاد التي تتجه الى استحقاق بهذه الاهمية قد وضعت تحت المراقبة الدولية المشددة. فالعالم الغربي ومجموعة الدول الداعمة للبنان لم تعد تؤمن بالوعود اللبنانية قبل ان تشهد على ترجمة تعهداتها بشكل واضح وصريح وان ظهر ان بعض العواصم ولا سيما باريس منها ترحب بتكليف ميقاتي، فإنها تجد صعوبة في إقناع العواصم الاخرى بالحصول على اي وعد بالمساعدة قبل ان يسلك اللبنانيون الطريق الى الاستحقاق الدستوري في أجواء طبيعية يمكن ان تشكل بداية لاعادة تركيب السلطة من جديد واكتمال عقد المؤسسات الدستورية من اجل التعاطي مع حكومة كاملة المواصفات الدستورية يمكنها ان تنفذ ما تقرره وتلتزم بما تتعهد به. فهل سيكون ذلك متاحا في ظل المناكفات السياسية والتي بلغت الذروة في الساعات الماضية؟ ام اننا امام تجربة فاشلة تؤدي الى تطيير الاستشارات النيابية الى موعد آخر؟ هذا عدا عن عدم احتساب مرحلة التأليف وما هو منتظر من مطبات ان استمر البعض بالتعاطي مع الرئيس المكلف بالطريقة عينها التي طيرت محاولتين سابقتين بين أيلول العام الماضي ومنتصف تموز الجاري؟