Site icon IMLebanon

هل تستعد روسيا لانتشال لبنان من مآسيه؟

كتب ريمون ميشال هنود في “اللواء”: 

منذ بداية ثورة 17 تشرين الأول 2019 واعتبار تلك الثورة بأن أغلبية أحزاب الطبقة السياسية اللبنانية تسببت بانهيار لبنان اقتصادياً واعتبار الاحزاب تلك بدورها بأن الثورة كانت مدعومة من سفارات غربية وجنودها ينتمون إلى منظمات المجتمع المدني NJO’S، لم يكلف احد نفسه منذ حينها عناء التساؤل عما إذا كان الدب الروسي سيتدخل لانتشال لبنان من آتون الانهيار الاقتصادي وخصوصاً أن الثورة تستهدف من جملة من تستهدف فريق الثامن من آذار الموالي للمحور الروسي الايراني وسلاح حزب الله القابع تحت اشعاعات العقوبات الأمريكية التي ساهمت إلى حد ليس باليسير في نشوء الانهيار الاقتصادي والمعيشي اللبناني.

ويبدو أن الرد الروسي أتى ولو متاخراً من الساحة الحمراء في موسكو، إذ انه ومنذ أسابيع قليلة بدأت تتعالى الأصوات الروسية مؤكدةً بان موسكو لم تعد قادرة على السماح بان يبلغ لبنان درك الانهيار الاقتصادي الكامل والشامل والقاتل.

فمدير مركز الدراسات الاسلامية في معهد التنمية المبكرة وخبير المجلس الروسي للعلاقات الدولية كبريل سيميونوف قال وفي حديث لموقع المعهد من أنه في حال استمرار الانهيار في لبنان ستكون هنالك امكانية كبرى بتجدد الحرب الأهلية جراءه والتي وفق رأيه المنطقي في حال اندلعت لن تصب سوى في خدمة اسرائيل.

أما مدير المركز الثقافي الأوروبي الآسيوي راديك أميروف فقال بأنه من غير المنطقي القول، ولو كان الامر في لبنان جد خطير، بان بلاد الأرز باتت على عتبة التفكك وان الأمل في انقاذها بات معدوماً، لأن روسيا ما زالت وستبقى حريصة على قيام لبنان قوي موحد لا طائفي ولن تسمح بوقوع المحظور.

يذكر ان أميروف كان قد زار لبنان في أواخر شهر نيسان 2021 ضمن بعثة انسانية ترأسها آنذاك مفتي موسكو إلدار عليوديموف بهدف تقديم مساعدات انسانية للاجئين السوريين في لبنان وسوريا، وحينها قال أميروف بأن الطائفية في لبنان باتت أوراقاً رابحة بأيدي السياسيين، لذا فهم يسخرونها لمصالحهم الخاصة ويتقاسمون لبنان بين مناصريهم وأخصامهم.

وفي كلام يدل على احتدام الصراع على النفوذ في لبنان بين روسيا وفرنسا أضاف أميروف قائلاً بان كبريات معضلات لبنان تكمن في استمرار تعلق جزء هام من رجالات نظامه السياسي بالام الفرنسية الحنون.

من هنا يقول أميروف، اسمحوا لي أيها اللبنانيون بالقول لكم لا تعولوا على باريس، لأن باريس لا تأبه لكم وغير مهتمة بكم بل هي تستخدمكم رأس جسرٍ لتقوي مصالحها الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط، بينما انتم وبقسم هام منكم وحتى اليوم تستمرون بالبحث عن صدر أمكم الحنون التي جف حليبها لذا أنصحكم أيها اللبنانيون بالاء الاهتمام بروسيا والتعاون معها، لأن موسكو أثبتت على مر السنين بانها كانت المساعد والمعين الاول لكل بلدان الشرق الاوسط.

أما الكاتب السياسي في وكالة نوفوستي الروسية بيتر أبوكوف فقال للوكالة بأن لبنان يعيش الآن فترةً عصيبة جداً وهي الاخطر في تاريخيه الحديث والقديم، واضاف قائلاً من سابع المستحيلات توقع مساعدة خارجية محترمة تؤدي إلى استقرار الوضع الداخلي اللبناني، فالدول القادرة على تحقيق الاستقرار في لبنان وهي روسيا وفرنسا وايران وبعض دول الخليج فإن تسنى لها الاتفاق على خطوات منسقة وجدية بشأن لبنان فسيكون للبنان فرصة جديدة لبقائه على قيد الحياة أو يمكن القول بأنه مولود من جديد.

أما الانهيار الاقتصادي النهائي في لبنان ففي حال أبصر النور فسيكون المستفيد الاول والأوحد من حدوثه الجانب الاسرائيلي.

وبشكل عام فإن العديد من الخبراء والمحللين والصحفيين الروس يجزمون بأن الكرملين وموسكو لن يبقيا في موقع الصامت المتفرج على انهيار لبنان لأن الصمت والتفرج عن قرب أو عن بعد حسب رأي موسكو هو تسليم للأمر الواقع، أي استمرار الانهيار الاقتصادي ما يعني أيضاً خسارة كل ما حققته روسيا من انجازات وانتصارات في سوريا، من هنا لن تسكت روسيا حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة مع الأمريكي.

ويذكر ان روسيا المحت إلى انها سترسل إلى قاعدة حميميم السورية صواريخ متطورة جداً من طراز كينغال، ويرى نقاد روس بأن هذه الرسالة هي بمثابة تهديد موجه بالدرجة الأولى إلى واشنطن وتل أبيب لأن موسكو تعتبر انهما أكثر المستفيدين من انهيار لبنان ولأنهما مازالا يعتبران أن استمرار الانهيار حتى بلوغه درجة اللاعودة لا بد أن يرغم في نهاية المطاف حزب الله على نزع سلاحه وخصوصاً صواريخه الدقيقة من دون اللجوء إلى شن حروب عليه واراقة دماء اسرائيلية صديقة لأمريكا.

وبالمناسبة أحيلكم إلى ما قاله موقع نورديك مونيتور السويدي في أوائل هذا الشهر نقلاً عن مسؤولين روس بارزين إذ يقول أي الموقع بأن موسكو أبلغت أحد الدبلوماسيين الأميركيين بضرورة رفع الحصار عن لبنان لأن طهران لن تسمح بالاطباق على حزب الله والاحزاب الموالية له، وأضاف المصدر بأن الرد على الحصار الأمريكي ستكون كلفته خطيرة وسيؤذي كل القواعد الأمريكية في المنطقة حتى ربما تلك المتواجدة في دول الخليج.

وفي اشارةٍ لرفض روسيا لتلويح بعض عواصم غربي أوروبا بفرض عقوبات على لبنان وعلى بعض الاطراف فيه قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في 17 تموز الحالي بأن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف قال في 13 تموز الحالي، بان التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية الداخلية وخصوصاً التلويح باستخدام عقوبات، يعتبر بالنسبة لموسكو أمراً مرفوضاً لأن من شأنه محو مبادئ الوحدة وسيادة الدولة في لبنان.

ويذكر بان رئيس دبلوماسية الاتحاد الاوروبي كان قد أفاد بأن نظام عقوبات الاتحاد على لبنان قد يقر في أواخر الشهر الحالي.

إلى ذلك، قال مصدر في موسكو تربطه علاقات متينة بمؤسسات صناعة القرارات السياسة الخارجية الروسية بأن روسيا ترفض جملةً وتفصيلاً الأحاديث التي تدعو من خلالها واشنطن وباريس إلى وضع لبنان تحت اشراف الأمم المتحدة في القضايا الانسانية، وخصوصاً تحت قبة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وتقول موسكو بانها تنتظر على أحر من الجمر وضع الفيتو على هذا التصرف المتعمد الذي يعني بالنسبة إلى الكرملين تدويل الأزمة اللبنانية وهذا ما ترفضه روسيا رفضاً قاطعاً.