كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
يعتمد كثير من الناس اليوم على الأجهزة للبقاء على اتصال مع أفراد الأسرة والعائلة والأصدقاء، والأمر ذاته ينطبق على أولئك الذين يعيشون علاقات عاطفية.
أصبح من المعتاد اليوم في العالم الرقمي أن يعتمد الأزواج على الأجهزة في البقاء على اتصال، لكن أحدث دراسة بحثية أظهرت أنّ الاتصال الإلكتروني في العلاقات الزوجية لا ينطوي على الحسنات فقط، بل فيه سلبيات يجب أن يُنظر إليها بعين الاعتبار.
خلافات حول الاستخدام
تبيّن من الدراسة أنّ 73% من الأزواج المستطلعة آراؤهم دخلوا في خلافات حول الاستخدام الزائد لأجهزتهم الإلكترونية، ما يعني إمكانية أن تصبح الأجهزة سبباً محتملاً في وضع العلاقات الزوجية موضع خطر، بالرغم من أنها تستخدم في الأصل لتوطيد العلاقات وتقريب المستخدمين بعضهم من البعض الآخر. وأشارت الدراسة إلى أنه كثيراً ما يلجأ الأزواج إلى الأجهزة ويستعينون بخدمات التراسل والدردشة عبر الإنترنت لتقوية علاقاتهم، إذ إنّ 9 من كل 10 أشخاص يحافظون على البقاء على اتصال دائم مع شريك حياتهم عبر الإنترنت عندما يفترقون شخصياً، مشيرين الى أنّ التواصل من خلال الأجهزة والإنترنت يشعرهم بالقرب من شريك حياتهم. وبَيّنت الدراسة أن الإخلاص الرقمي يمتد أيضاً إلى الأجهزة المشتركة بين الأزواج، إذ يقول 63 % من المشاركين في الدراسة إنّ علاقاتهم تحسنت مذ ان بدأوا يشاركون شريك حياتهم ما يمارسونه من أنشطة على الإنترنت ضمن حسابات وأجهزة مشتركة.
إثارة الخلافات
من الواضح أنّ ثمة إيجابيات تنبع من استخدام الأجهزة، إلا أن هناك في المقابل سلبيات من الضروري أخذها بعين الاعتبار. وقد وجدت الدراسة أن الاستخدام المشترك للأجهزة والحسابات الإلكترونية قد يؤدي أيضاً إلى إثارة الخلافات بين الأزواج والمتحابّين بشأن مجموعة واسعة من المشاكل المرتبطة بالأجهزة، كفرط الاستخدام وحوادث الأمن الإلكتروني. فعلى سبيل المثال، تَشاجر 66 % من المستخدمين بشأن استخدام الأجهزة أثناء تناول الطعام أو عند الحديث خلال اللقاءات الشخصية. وإضافة إلى ذلك، وقعت خلافات بين 73 % من المستخدمين وشركاء حياتهم بسبب قضاء وقتٍ طويل على الأجهزة، وهذه النسبة ارتفعت إلى 84 % بين من يعيشون تحت سقف واحد. وتظهر هذه الأرقام أن الناس لا يحبّون الشعور بأنهم مهملون، وأنهم يريدون أن يحظوا باهتمام شريك حياتهم عند قضاء الوقت سوياً.
الإستخدام الصحيح
في الخلاصة، من المؤكد أنه ثمة إيجابيات وسلبيات يجب أخذها في الاعتبار. فالأجهزة نفسها التي تسمح للأزواج بحماية علاقاتهم وتقويتها عندما يفترقون قد تتسبب أيضاً بحدوث خلافات بينهم إذا ما استخدمت بصورة غير مسؤولة. فالناس بوسعهم الاستمتاع بالمزايا العديدة التي يتيحها العالم الرقمي أمامهم من دون أن يتسبّبوا لشركاء حياتهم بأي إزعاج، وذلك عبر بذل جهدٍ صادق للاهتمام بجوانب حياتهم الرقمية التي تشمل الأجهزة والحسابات الإلكترونية والأنشطة الممارسة على الإنترنت، وضمان الاهتمام بشريك العمر في الحياة الواقعية.