Site icon IMLebanon

“البرتقالي” في زحلة بين سليمين واحد قارع السوري والثاني وديعته

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

لا يخفي مناصرو “الوطني الحر” في زحلة والبقاع الاوسط، أن حزبهم في وضع لا يحسد عليه، بعدما وصلت حالة الترهل الى مستويات ترجمت تراجعاً في بنيته التنظيمية، وأكثر ما أصابت فيه الفئة العمرية الشابة، وأدت الى هروب النخب المثقفة، خلافاً لخصمه في الشارع المسيحي “حزب القوات” الذي يعرف كيف يستقطب الشباب، ويجذب النخب.

ففي البقاع يعزو المحازبون العونيون المشكلة الى سببين أساسيين، الأول، أن اداء قيادات “التيار” في العمل السياسي تصب همها على كيفية ارضاء قيادة “ميرنا الشالوحي”، والثاني انعكاس صراع مستشاري رئيس الجمهورية ميشال عون على واقع القاعدة الشعبية المؤيدة، إذ يفرض هذا الصراع نفسه على أرضية “التيار” لينسف أسس وعلة وجوده ونضالات العونيين منذ قيامه.

لا يخفي قيادي عوني سابق لـ”نداء الوطن”، أن المشكلة بدأت تطفو فوق مياه الحراك السياسي الزحلي منذ سطوع نجم مستشار الرئيس سليم جريصاتي، بعد عودته الى زحلة على صهوة تعقيده لملفات قضائية وأمنية، والضغط لفرض نفسه في ميدان الطائفة الكاثوليكية، ليتحكم بمصير استحقاقات كنسية، ومن ثم فكفكته لها وفق ما يشتهيه، هنا بدأت تتصاعد أصوات خلافات داخل البيت “البرتقالي”، أهمها أنه خلق لسليم عون مروحة انتقادات واسعة في المنسقية لأدائه، فبرز اسم ابراهيم الرامي احد قياديي “التيار” لأن يكون مرشحاً عن المقعد الماروني قطعاً للطريق أمام عون. وكسراً لقاعدة عون النضالية التي ينطلق منها “التيار” بتبني ترشيحه، فسّر ذلك قياديون انه تمهيد لقبول ترشيح جريصاتي عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، بعدما تسربت معلومات عن عدم ترشح النائب السابق نقولا فتوش لتراجع وضعه الصحي، ولأن حسب قاعدة العرف السائد في تشكيل اللوائح في زحلة يكون رئيس اللائحة مرشحاً كاثوليكياً، ما يفتح شهية جريصاتي لأن يرأس لائحة ويسعى لعقد تحالف بين “الوطني الحر” و”حزب الله” و”حركة امل” و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”، بضغط من “الحزب” والقيادة السورية.

وقال القيادي العوني، إن جريصاتي لم يقتنع أن اسمه في وسط “التيار الوطني الحر” الشعبي غير مقبول بل عامل استفزاز، مهما حاولنا تلميع صورته لانه معروف لدينا بوديعة النظام السوري، “وان للأسد حصة فيه أكبر من حصة عون”. ليشرح القيادي: “المعضلة أننا بدأنا نفقد أدوات الاقناع للجمهور”، باعتبار أن ترشيح جريصاتي لا يكون محاسبة لسليم عون مقارع النظام السوري، بقدر ما هو عقاب للعونيين انفسهم”، وقال: “اخطاء عون لا تصلَّح بجريصاتي”، وذلك بحسب قيادي في “التيار”.

لذا يستغرب بقاعيون وزحليون حالة “الصمت” والغياب التي حلت فجأة على النائب العوني “الأصيل” سليم عون، بعد أن كان يضج البقاع يومياً بتغريدات نارية لم تبق له صديقاً أو حتى حليفاً محتملاً ليطبق المهندس عائداً الى صومعة الإنتظار في طابور الحالمين باللوحة الزرقاء من محازبي “التيار” في زحلة، وفق قانون نسبي لم يعد يخدمهم بوصول نائب واحد وليس نائبين كما الاستحقاق السابق، بعدما أمن له تحالفه مع “تيار المستقبل” حاصلاً لفوز سليم عون بـ 5576 صوتاً تفضيلياً، من أصوات العونيين والأرمن الطاشناق، اما حالياً فالحسابات اختلفت والأرقام تقلصت الى ما دون الـ 3 آلاف صوت عوني، هكذا لم تعد حسابات بيدر الحاصل توافق حقل التفضيلي لدى “التيار”.

فبعد مرور أكثر من أربع سنوات على العهد وفشله في ادارة البلاد، خلافاً لخطاب القسم ولما وُعد به اللبنانيون، من المؤكد ان الناخبين الذين جذبهم الخطاب يومذاك، لن يكرروا خطأهم في هذا الاستحقاق.