أقدمت عناصر من حزب الله على احتجاز فتاة قاصر تدعى وعد محمود شعيب ابنة المنسق العام لجبهة “جنوبيون مستقلون” في مدينة النبطية بمنطقة الجنوب التي تعدّ معقلاً لـ”حزب الله”.
وكانت القاصر وعد شعيب تُشارك مع مجموعة أشخاص بإجراء استبيانات حول الانتخابات النيابية تتضمّن ثلاثة أسئلة: هل تؤيّدون إجراء انتخابات مُبكرة؟، هل ستدعمون مرشّحين من الثورة؟، وهل أنتم مع رقابة دولية على الانتخابات؟
وفي التفاصيل، يبدو أن تلك الأسئلة لم ترق لجماعة حزب الله، فأتوا من “جمعية الإرشاد” في مدينة النبطية بقيادة الحزبيّ عباس صبوري، وعرّفوا عن أنفسهم بصفتهم الحزبية للقاصر وعد وزملائها واحتجزوها بالقوّة، كما منعوها من الاتصال بوالدها، وأجبروها على الاتصال بزملائها الآخرين الموجودين في نقاط أخرى ضمن نطاق مدينة النبطية بهدف احتجازهم جميعاً.
وتم احتجاز الشابة وعد البالغة من العمر 14 عاماً في مبنى بلدية النبطية، وبعد أكثر من ساعة على الحادثة، علم والد وعد، محمود شعيب، المنسّق العام لجبهة “جنوبيون مستقلّون” بما حصل مع ابنته، حيث أخبره رفاقها.
وبعدها تواصل الأب مع ابنته، فأخبرته أن عناصر الحزب احتجزوها وأنها باتت في مقر بلدية النبطية، فطلب منها التحدث إلى أحد عناصر الشرطة هناك، ورد الأخير بأن الأمر بيد رئيس الشرطة.
ووقع بعدها تلاسناً أثناء المكالمة إلى أن أعلمته ابنته أنه لم يكن يتحدّث إلى عنصر شرطة بلدية النبطة وإنما إلى أحد عناصر حزب الله.
وتواصل الأب مع أحد المسؤولين الأمنيين في المنطقة، محذّراً من أنه إن لم تتحرّك الأجهزة الأمنية الرسمية وتُطلق الفتاة، فإنه سيتوجه إلى بيروت، وقال له باللهجة اللبنانية مهدداً: “رح يسقط دم”.
وكشف أنه بعد دقائق من اتصاله وصل اتصال آخر من أحد قادة الأجهزة الأمنية في المنطقة يُبلغه بأن ابنته بخير وأنها أصبحت حرّة، وذلك بعد أكثر من 3 ساعات على احتجازها.
وكشف شعيب أن بلدية النبطية هي مركز أمني تابع لـ”حزب الله”، وشرطة البلدية هم عناصر في حزب الله، وفق تعبيره، محذرا من أنه إذا لم يتحرّك القضاء في النبطية ضد كل المتورّطين باحتجاز الفتاة القاصر، سواء مسؤولين في البلدية وعناصر تابعين لـ”حزب الله”، فإن التظاهرات والتحرّكات الشعبية ستعم الشارع وتبدأ من أمام قصر العدل في المدينة.
ورأى أن ما قامت به عناصر حزب الله يؤكد أن الحزب خائف من نتائج الانتخابات النيابية المُقبلة التي ستجري في ربيع العام المقبل، مؤكداً أن الآراء تحمله مسؤولية الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة جداً التي وصل إليها لبنان.