رأت مصادر سياسية أن بوصلة التأليف ستتوضّح أكان في اتجاه تسهيل التأليف أو تعطيله، بعد الإستشارات النيابيّة غير الملزمة التي سيجريها الرئيس المكلّف في المجلس النيابي اليوم، حيث يفترض أن يجوجل الآراء والمطالب التي سيبديها النوّاب وينقل خلاصتها إلى رئيس الجمهوريّة، مع أنّها أبديت وصارت معروفة وجوهرها التعجيل بحكومة بحجم الازمة.
وأضافت المصادر أنه مع اللقاء الاوّل بين عون وميقاتي ستتوضّح الصورة بالكامل، وما اذا كان الدخان الابيض سيتصاعد ضمن مهلة يفترض ان تكون قصيرة. ولكن ما يخشى منه ان نعلق في معركة السقوف المرفوعة التي يخشى أنّها قد تطيح التأليف.
ولفتت إلى اتصالات مكثّفة جرت في الآونة الأخيرة على أكثر من خط لاحتواء معركة السقوف قبل قيامها، وتركيز مشاورات التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على قاعدة الواقعيّة والموضوعية والتفاهم المشترك تحت سقف مصلحة البلد، علماً انّ حسم التأليف ينبغي ألّا يطول، خصوصاً أنّ المبدأ الذي ستقوم عليه الحكومة، يفترض أنّه محسوم من قبل غالبية القوى السياسية الداعمة لتكليف ميقاتي لناحية حكومة متوازنة من اختصاصيين من غير السياسيين، لا ثلث معطلاً فيها لأيّ طرف. مع الاشارة الى انّ عاملاً جديّاً برز في الساعات الأخيرة ويفترض أن يشكل حافزاً للشريكين في التأليف للتسريع في التفاهم على حكومة، ويتجلى في الانخفاض النوعي في سعر الدولار، وهو ما أعطى اشارة إلى انّ هذا التفاهم، إن حصل، سيفتح على انفراجات اكبر وانخفاضات نوعية أكثر في سعر الدولار تُريح البلد، وتسهّل على الحكومة الجديدة مهمّتها الإنقاذية والإصلاحية. وهو العامل نفسه الذي يقود البلد إلى انفجار كبير وانهيار أكبر في ما لو سارت الأمور في الاتجاه العكسي وعادت إلى الدوران في حلقة التعقيد.