كتب ريمون ميشال هنود في “اللواء”:
تؤكد مصادر خاصة بناءً على معلومات مسربة عن السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، ونشرها موقع الخنادق المختص بمتابعة الشؤون و القضايا الاستراتيجية في غرب آسيا نهار السبت 24 تموز 2021، أن السفيرة طلبت من جميع أصدقاء وحلفاء اميركا السياسيين في لبنان ترشيح شخصيات جديدة شفافة من أحزابهم مكان الوجوه القديمة التي فاحت من ممارساتها رائحة الفساد و الافساد حسب شيّا، والتعاضد مع منظمات المجتمع المدني الـNJO’S الكفيلة برأي السياسة الاميركية بتغيير موازين القوى في وطن الارز بواسطة الانتخابات النيابية القادمة على ان تعمد واشنطن إلى تقديم الدعم المادي لتلك المنظمات ذات المنشأ الاميركي أساساً بملايين الدولارات، والهدف من ذلك هو الظفر بالأغلبية البرلمانية اللبنانية وبالتالي الحاق الهزيمة المدوية السياسية بحزب الله وحلفائه.
وقد استرسل بالمناسبة مؤتمر معهد الشرق الأوسط حول لبنان بالحديث عن هذه الخطة حيث أجمع الباحثون الذين شاركوا في أعماله بان واشنطن شعرت بأن الحصار الذي تفرضه وما زالت على حزب الله استغرق مدة طويلة ولم يصل إلى خواتيمه السعيدة وشاطئ امانه، وفي الوقت عينه تجلت سلبياته بالحاق الاذى بكل المواطنين اللبنانيين على مختلف اطيافهم ومشاربهم سواءً الموالون لسلاح الحزب أو المعارضون له، ما ادى إلى رزوحهم تحت وطأة الجوع الكافر والبطالة المرعبة والهجرة الجنونية والفقر المدقع والعوز الشديد، وكل ذلك في ظل استمرار صمود حزب الله واستمرار احتفاظه بكامل ترسانته العسكرية المتطورة القادرة على الحاق الضرر الشديد بالكيان العبري الذي تعمل اميركا منذ نشوئه عام 1948 على نصرة مصلحته اولاً واخيراً.
وخلص الباحثون إلى الاعتبار بأن الامر المخيف لم يتجل في صمود حزب الله فحسب، بل تجلى بمضاعفة الحزب لقدراته العسكرية طيلة هذه الفترة فضلاً عن ان مكسبه كمُن بان بيئته لم تنقلب عليه رغم الضغوطات الاميركية والغربية الأوروبية الحليفة الهائلة من الناحيتين الاقتصادية والمعيشية، وأن اسرائيل اعترفت بأن التخلص من الحزب عسكرياً امر محفوف بالمخاطر إن لم يكن مستحيلاً، لذا اقتنع الباحثون في نهاية المطاف بان الامر الوحيد القادر على هزيمة الحزب يبقى عبر الانتخابات النيابية القادمة فقط.
تقول المصادر الخاصة أن واشنطن دعمت منظمات المجتمع المدني الـ NJO’S ماديا ابان الحرب الاهلية اللبنانية، علماً ان تلك المنظمات الموالية لها لعبت دوراً أساسياً في اسقاط أنظمة عربية وأوروبية شرقية، من هنا تجزم المصادر بأن دور تلك المنظمات في لبنان محكوم عليه بالنجاح التام في هزيمة حزب الله وحلفائه من فريق الثامن من آذار نيابياً، وهذا ما سيجعل الحزب عقب هزيمته السياسية يُقدم على تقديم تنازلات عسكرية كبرى.
ومن المتعارف عليه تاريخياً بأن واشنطن وجدت في المساعدات الخارجية ملاذاً في تحقيق أهدافها التوسعية في كل أنحاء المستديرة عندما أثبت ان مهمتها تكمن في دعم الحلفاء مادياً من خلال اخراجهم من الكوارث التي حلت بهم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأهم تلك المنظمات التي قدمت المساعدات والأموال كانت منظمة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID التي تعمل على تغيير موازين القوى في مختلف أنحاء الدول.
وللـUSAID في لبنان منذ سنوات نشاطات كثيفة، وحسب المعلومات المتوفرة يبدو واضحاً ان واشنطن ستتكل مجدداً في لبنان على منظمات المجتمع المدني وأفرادها البالغ تعدادهم بالآلاف، ويتقاضون رواتب بالدولار الاميركي تتراوح بين 700 إلى 5000 دولار شهرياً وهذا السلوك الأميركي الذي ستشكل تلك المنظمات رأس حربة انجاح مخططه كما تجزم واشنطن، بات جاهزاً لخوض المعركة النيابية في لبنان وسيكون جسر عبوره نحو ضفة الانتصار السياسي البرلماني، حشده الاعلامي المتين والسياسي القوي والاقتصادي المحصن.
وفي المحصلة النهائية تؤكد المصادر الخاصة أن الأموال الاميركية سيكون لها وقعها الايجابي على الخطة الاميركية الجديدة أو ما تسميه اميركا الربيع العربي القادم إلى لبنان، وبناءً على هذا تؤكد المصادر الخاصة أن واشنطن سوف تبدأ بضخ ملايين الدولارات لهذه المنظمات قبل أشهر من يوم الانتخابات كما سوف تبدأ بتقديم المساعدات والاعاشات للناس عبر هذه المنظمات علماً ان الذكرى الاولى لانفجار الرابع من آب الهائل عام 2020 سيشكل نقطة انطلاق العمل الأميركي نحو الهدف المنشود.