جاء في “العرب” اللندنية:
تعكس التصريحات المتفائلة لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي وحديثه عن وجود إجماع للإسراع بتأليفها تغييرا في مواقف حزب الله والتي انعكست بدورها على التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون وهو أحد الأطراف التي عرقلت تشكيل حكومة سعد الحريري.
وكشفت مصادر سياسية لبنانية أن هناك توجها لتشكيل حكومة لبنانية تضم وزراء اختصاصيين برئاسة نجيب ميقاتي.
وقالت هذه المصادر في تصريح لـ”العرب” إن حزب الله الذي سمى ميقاتي في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية، سيفرض على عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تشكيل مثل هذه الحكومة.
وكانت أهم إشارة إلى تسهيل مهمة ميقاتي إعلان باسيل أن جماعته لا تريد المشاركة في الحكومة المرتقبة والتي حددت المبادرة الفرنسية جدولا لأعمالها لكنها ستدعمها.
وأبلغ باسيل ميقاتي قرار التيار بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة، وذلك خلال لقاء كتلة لبنان القوي بالرئيس المكلّف في سياق الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الأخير في مجلس النواب الثلاثاء.
وبعد اللقاء اعتبر باسيل في تصريح من المجلس أن “تكليف ميقاتي بدون موافقة كتلة لبنان القوي يعني أن التيار ليس الأكثرية ولم يكن يوماً جزءاً من الأكثرية في أي حكومة شُكّلت”. وأكد أن التيار في “الموقع المساعد” للرئيس المكلّف، مضيفاً “لا نمارس الحرد ولا النكد السياسي”.
ويعتمد تشكيل الحكومة كثيرا على موقف حليف باسيل وهو حزب الله الذي رفض بقاء حليفه المسيحي الرئيسي خارج حكومة سعد الحريري في وقت سابق عندما هدد باسيل بعدم المشاركة فيها ، إلا أن دعوته (حزب الله) الأخيرة لتسهيل تشكيل حكومة ميقاتي وموقف باسيل الداعم للحكومة المحتملة يؤشر على تنسيق مسبق لتجاوز عقبة التأليف وضغوط على تياره من أجل تسهيل مهمة ميقاتي.
وأكد “نحن مع تأليف سريع للحكومة وواجبنا تقديم التسهيلات اللازمة لذلك والدعم للإنجاز بدون التدخّل في عملية التأليف إطلاقاً، فنحن شريك دستوري بالكامل ومعنيون بتقديم الدعم الكامل لأي عمل إصلاحي تقوم به الحكومة ومعارضتها حين تُخطئ”.
وعلى عكس ما حدث في ترشيح رئيس الحكومة المكلف السابق سعد الحريري فإن كتلة حزب الله البرلمانية رشحت ميقاتي، إذ قال رئيس الكتلة محمد رعد الاثنين “لطالما تعاطينا بكل إيجابية مع مختلف الجهود لتشكيل الحكومة”.
وأضاف رعد “مع ظهور مؤشرات تلمح إلى إمكانية تشكيل حكومة، فإنه من الطبيعي جدا أن تؤيد الكتلة وتشجع وتعزز هذه الإمكانية، ومن هنا جاءت تسميتنا لدولة الرئيس ميقاتي كرئيس مكلف لتعكس جدية التزامنا لنتقصد أيضا إعطاء جرعة إضافية لتسهيل مهمة التأليف”.
وتضغط الدوائر الغربية على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة يمكنها بدء إصلاح مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد، وقد هددت بفرض عقوبات وقالت إن الدعم المالي لن يتدفق قبل بدء الإصلاحات.
وكشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء في بيان أن نظام العقوبات بشأن لبنان سيُنجز قبل نهاية تموز الجاري.
وكان بوريل قد أكد في زيارته الأخيرة إلى بيروت في منتصف حزيران الماضي أن العقوبات على السياسيين اللبنانيين “على الطاولة ونناقشها”، آملاً ألا يُتخذ قرار بشأنها.
كما رأى حينها أن “الأزمة التي يواجهها لبنان نشأت من عوامل داخلية وليست خارجية”، محمّلاً الطبقة السياسية المسؤولية.
ووصف بوريل الأزمة التي يواجهها الاقتصاد اللبناني بالـ”مرعبة”، داعياً إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات.
وبدا ميقاتي الثلاثاء متفائلا بنجاحه في تأليف حكومة سريعا إذ أنه يحظى بدعم فرنسا والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الولايات المتحدة وفي ظل أزمة داخلية مستفحلة أجبرت من عرقلوا تكليف الحريري على التراجع عن شروطهم والسعي لحيازة الثلث المعطل الذي يسمح لهم بعرقلة نشاط الحكومة إذا ما تعارضت قراراتها مع مصالحهم وأجنداتهم.
وبعد انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي، أشار ميقاتي إلى أنه كان هناك إجماع كامل على الطلب بالاستعجال لتشكيل الحكومة الجديدة “كي نعيد دور الدولة في هذه الظروف الصعبة”.
ولفت إلى أن “مطلب المواطن هو العيش الكريم والحصول على الكهرباء والدواء والمحروقات”، مؤكداً أنه سيتردد دائماً إلى القصر الجمهوري للوصول إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن وسيطلع رئيس الجمهورية على النتائج والضرورة القصوى للتأليف.