فيما الأوضاع المعيشية تزداد تدهورًا، وتبدو جلية على العسكريين والضباط في المؤسسات الامنية والعسكرية، كما على اللبنانيين كافة، بات شبه مؤكد على ابواب ذكرى تفجير الرابع من آب الاليمة، ان الجيش لا يمكن ان يحيي عيده الذي يصادف الاحد المقبل، اي قبل ثلاثة ايام على السنوية الاولى لجريمة العصر. هذا القرار املته اعتبارات لوجستية ومالية وصحية في ظل جائحة كورونا ولا سيما وطنية قبل اي اعتبار اخر.
وأكدت مصادر معنية لـ”المركزية” أن الاحتفال السنوي غير وارد هذا العام في ظل الازمة الحادة التي تتخبط فيها البلاد والتي طالت ماليا المؤسسة العسكرية في الصميم. ما يعني عمليا ان حفل تخريج الضباط الذي يعتبر تقليدا سنويا في الاول من اب من كل عام، سيغيب للسنة الثانية على التوالي، بعدما لم يتمكن القائد العماد جوزف عون في العام الماضي من تخريج التلامذة الضباط الذين دخلوا المدرسة الحربية للمرة الاولى في عهده كقائد جيش، وكان اختيارهم بحسب معبار الكفاءة ، بعيدا كل البعد عن المحسوبيات والواسطة والزبائنية التي دخلت على هذا الخط منذ سنوات.
وفي معلومات “المركزية” أن حفل التخرج سيستبدل بفاعلية رمزية في المدرسة الحربية، في حين لن تسلم السيوف الى الضباط المتخرجين كون تسليمها مرتبط بحضور رئيس الجمهورية.
وتبعا لذلك، ستغيب الحملة الاعلانية التي درج الجيش على اطلاقها قبيل عيده، لا بل ان الانفاق المالي في هذا الاتجاه الغي من حسابات القيادة التي صبت اهتمامها على تأمين موارد جديدة للتمويل كالطلعات الجوية للمدنيين. ولم يكن ابلغ من صرخة قائد الجيش من بعلبك في زيارته الاخيرة الى المنطقة، حينما دعا واصفي هذه “الابتكارات” بأنها “شحادة”، الى المبادرة الى التبرع للجيش. والمؤسسة العسكرية تبدو الاحوج الى الدعم المالي وقد بدأت هذه الحاجة تتزايد منذ الازمة الاقتصادية والدعم مطلوب في المجالات كافة، الا انه يتركز حاليا على المساعدات الغذائية والطبية وقد تكون الجهات المانحة مشكورة غير قادرة عمليا الا على التبرع بصورة عينية..
وفي هذا الاطار، تصب زيارات العماد جوزيف عون الى الخارج ، ان الى مصر او الى سواها من الدول، تأمينا لاستمرارية توفير المساعدة للجيش اللبناني… وبحسب اوساط متابعة، فإن الدول التي طُلبت منها المساعدات للمؤسسة العسكرية، ما زالت تدرس اللوائح حتى الساعة، ولا تأكيدات بعد تبلغتها القيادة، فيما المؤتمر الدولي من اجل لبنان الذي يعقد في باريس في الرابع من اب وتنظمه فرنسا يبدو موجها لمساعدة الشعب اللبناني بسبل لم تتضح طبيعتها بعد.