تسير وتيرة تشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبة حتى الان مصحوبة باجواء تفاؤلية حذرة وسط تنامي الامال في ولادة قريبة قبل الرابع من آب، الذكرى السنوية الاولى لتفجير مرفأ بيروت علها تشفع ببلسمة مأسي البلاد وجروح ذوي الضحايا المصرّين على معرفة مرتكبي المجزرة التي يحاول المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الوصول اليها متجاوزا المطبات السياسية.
وفي حين يكثف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مساعيه للوصول الى تركيبة وزارية تحظى برضى فرقاء الداخل ولا تلقى معارضة الخارج، خصوصا الدول المهتمة بوقف التدهور واخراج لبنان من الازمات التي يتخبط فيها، بدأ بعض الاحزاب والكتل النيابية ينأى بنفسه عن الموضوع الحكومي وكأنه غير معني بكل ما أصاب البلاد من ويلات ومأس، لا لشيء ألا لتحقيق مكاسب شعبية وشخصية.
وتعزو أوساط سياسية مراقبة احجام بعض القوى والمكونات السياسية عن المشاركة في الحكومة الى أسباب انتخابية، خصوصا وان هذه الحكومة قد تشرف على اجراء الاستحقاق، وتتخذ قرارات غير شعبية في عملية الانقاذ من شأنها أن تترك تداعياتها على القوى السياسية المشاركة فيها والتي تفضل البقاء بعيدة عن مضاعفات القرارات المتوقعة لوقف النزف المالي والحد من التدهور.
عضو التيار “الوطني الحر” النائب جورج عطاالله يقول لـ”المركزية” أن الحديث عن عدم مشاركتنا في الحكومة من اجل تحقيق مكاسب انتخابية غير صحيح إطلاقا لا بل هو تجن، بينما في الحقيقة، بما أن الحكومة ستكون من الاختصاصيين، لا جدوى ولا طائل من المشاركة فيها لأن الوزراء الذين سيحسبون علينا لن يلتزموا بمواقف الكتلة، في حين أن فشلهم سيرتد عليها وينال من صدقيتها ونهجها على المستويين السياسي والشعبي. وهذا لايعني اننا لن نكون من المؤيدين لكل ما يؤدي الى أخراج البلاد من الازمات التي تعانيها.
من جهته، يقول عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد لـ”المركزية” بعيدا عما يحكى ويروج لنا من مواقف، ان موقفنا من عدم المشاركة في الحكومة هو موقف مبدئي متخذ من سنتين وليس وليد الساعة او اليوم ليقال اننا نتطلع لمكاسب انتخابية. نحن نرفض المشاركة في اي صيغة يديرها حزب الله والتيار الوطني الحر وذلك لعدم تحميلنا مسؤولية ما ترتكبه أيديهما في هذا البلد الذي أوصلاه الى الانهيار التام والشامل على كل الصعد والقطاعات كما نلاحظ على مستوى الغذاء والدواء والمحروقات وسواها من الضروريات الحياتية. من هنا ليس الغريب الا نشارك في الحكومة انما الغريب ان نشارك، علما أن معارضتنا بناءة وليست للعرقلة والتعطيل كما يحلو للبعض أن يفسرها، لان همنا الاساس منصب على كيفية اخراج البلاد من الكارثة التي دفعوها اليها”.