أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان بدعم من حكومة اليابان، مشروعا جديدا بعنوان “ضمان توفير معلومات وخدمات منقذة للحياة ومتكاملة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية وحقوق المرأة. والفتيات المتأثرات بالأزمة المتعددة في لبنان “بهدف تحسين الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في الأزمات.
وقال الصندوق في بيان: “منذ ما يقارب العامين، يواجه لبنان عددا لا يحصى من الأزمات المتعددة التي تؤثر على اللبنانيين واللاجئين والمهاجرين. ثورة تشرين الأول التي أعقبها تفشي كورونا وأحدث سلالاته الخطيرة – التي فرضت إغلاق كامل، بالإضافة إلى الانفجار المدمر في مرفأ بيروت الذي خلف أضرارا في العاصمة تقدر بمليارات الدولارات مع أكثر من 200 حالة وفاة، جعلت الوضع كارثيا للغاية. تفاقمت هذه الكارثة الرهيبة بسبب الاضطرابات المدنية المستمرة في جميع أنحاء الدولة، وسط عدم استقرار سياسي، وأزمة اقتصادية تعتبر الأسوأ وغير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث.”
وتابع البيان: “مع تداخل الأزمات، أدت احتياجات اللبنانيين واللاجئين بشكل عام واحتياجات النساء والفتيات بشكل خاص إلى تفاقم ظروفهم/ن المعيشية لتبلغ حد الفقر ولتصل في كثير من الأحيان لإنعدام القدرة للوصول إلى الخدمات الصحية. تقول أسماء قرداحي، رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان: “ما لم يتم تزويد النساء – وخاصة الحوامل – بإمكانية الوصول الضرورية وفي الوقت المناسب إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، فإنهن معرضات بشكل كبير لخطر المعاناة من المضاعفات والأمراض التي يمكن أن تهدد حياتهن”.
الى ذلك، قال سفير اليابان في لبنان أوكوبو تاكيشي: “بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أعطت اليابان أولوية عليا لصحة المرأة وحقوقها بهدف تعزيز دورها وتمكينها”.
أضاف: “نظرا لأن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على الشريحة الضعيفة من المجتمعات في لبنان، فإن اليابان مصممة أكثر من أي وقت مضى على المساهمة في تخفيف من حدة الأزمات على النساء والأطفال”.
واوضح البيان انه “في إطار هذا المشروع، يتم حاليا تنفيذ العديد من الأنشطة في البقاع الغربي بالشراكة مع جمعية عامل، والتي استجابت حتى الآن لحاجات حوالي 2200 امرأة وفتاة. تتمثل الأنشطة في تعزيز قدرات مقدمي الخدمات (أي أطباء النساء والتوليد والقابلات والممرضات والعاملين والعاملات في المجال الاجتماعي والتوعية)، حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية بما في ذلك الإدارة السريرية للاغتصاب، والتعرف الآمن، والصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، وإدارة النظافة أثناء الحيض، وتقديم الخدمات المدعومة للنساء والفتيات المراهقات (أي استشارات الصحة الإنجابية، اختبارات مسحة فحص عنق الرحم وإدخال اللولب والتصوير الشعاعي للثدي)، ودعم الفئات الأكثر ضعفا من خلال توفير المساعدة النقدية الطارئة وقسائم لمنتجات النظافة الشهرية وكذلك مجموعات اللوازم الصحية النسائية. يتضمن هذا المشروع أيضا تعزيز المساحة الآمنة للنساء والفتيات والتي توفر الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات الأكثر تضررا بما في ذلك الناجيات/المعرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.”
وشدد على أنه “في أوقات الأزمات، تكون النساء والفتيات أكثر المتضررات. تترك العديد من الكلمات دون أن تقال عن أسباب تمنع دعمهن فيجب عدم تركهن وراءنا. ضمان حمايتهن ومساعدتهن على ازدهار مستقبلهن يضمن حماية الكيان كله في لبنان والعالم. تقول سامية، وهي امرأة سورية تبلغ من العمر 34 عاما: “نظرا لقيودي المالية والاجتماعية، لا يمكنني التنقل من مكان إلى آخر للحصول على هذه الخدمات، ولكن الآن أصبحت العملية أسهل بكثير ويمكن الوصول إليها بشكل أكبر” متزوجة ولديها طفلان، طلقت خدمات إدارة الحالة واستفادت من جلسات نفسية اجتماعية في إطار هذا المشروع، وتضيف سامية: “الآن، من الجيد جدا أن كل هذه الخدمات أصبحت في مكان واحد”.