شدد النائب غازي زعيتر على “ضرورة إنصاف متطوعي الدفاع المدني، وأن نستعد منذ اليوم لمواجهة الحرائق عند حصولها، فالحرائق الأخيرة في عكار والهرمل قضت على حوالي 30 بالمئة من مساحة لبنان الحرجية”.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في بعلبك، في حضور المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في إقليم البقاع أسعد جعفر: “نشكر وسائل الإعلام التي واكبت الكارثة التي حصلت في جرود قضاء الهرمل وفي القبيات ومنطقة عكار، والتي امتدت إلى بعض مناطق إقليم الخروب، ولطالما كانت مصلحة الأبحاث العلمية تحذر خصوصا في فصل الصيف من موضوع الحرائق، وتطالب باتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات الوقائية، والحمد لله هذه الحرائق تم إخمادها وقد شارفت على نهايتها”.
وأشار إلى أن “معظم الثروة الحرجية في لبنان موجودة في عكار والبقاع وجرد الهرمل والإقليم والجنوب وجزين، وسنويا تحصل كوارث الحرائق الطبيعية والمفتعلة، والذي شاهدناه خلال اليومين الماضيين كان كارثة لا توصف، وفيه الكثير من التقصير”.
وتابع: “نوجه التحية والشكر لكل من ساهموا في إخماد الحرائق بالرغم من محدودية التجهيزات والإمكانيات، ونخص بالشكر الدفاع المدني الذي يعاني من نقص في الآليات ومشاكل في تأمين الصيانة، ومن نقص في العنصر البشري، ونحن في حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة نلاحق تنفيذ قانون تثبيت متطوعي الدفاع المدني، فعلى السلطة التنفيذية أن تقوم بتنفيذ كل القوانين، وخاصة القوانين المتعلقة بالدفاع المدني، وبتعيين حراس الأحراج الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية”.
وأضاف: “كما نشكر الجيش الللبناني لمشاركته بإمكاناته المحدودة، كنا بالأمس نشاهد بعض الطائرات تقوم بإطفاء الحرائق في الحزء الغربي من الجرد المشترك بين الهرمل وعكار، بينما الحرائق في قضاء الهرمل كانت لساعات أمامنا ووراءنا وإلى جانبنا. وأشكر أيضا الهيئات الصحية والدفاع المدني في حركة أمل وحزب الله وجمعية الرسالة والهيئة الصحية الإسلامية والصليب الأحمر اللبناني والأهالي الذين لم يتأخروا عن المواكبة والمساعدة في إطفاء الحرائق، والشكر إلى مساهمات أشقائنا في الجمهورية السورية في إخماد الحرائق بطلب من الرئيس بشار الأسد، الذي أوعز بمساعدة اللبنانيين في هذه المصيبة التي حلت بهم”.
ودعا إلى “تقويم ما حصل بالأمس ليكون لنا درسا وعبرة للمستقبل لاتخاذ كل الإجراءات وتحديد المطلوب منا لتحضيره وتأمينه”.
ورأى أن “الثروة الحرجية ربما هي الثروة الوحيدة الموجودة على الأرض، والتقصير الحاصل لأنه لم يتم تأمين كل الإمكانيات والتجهيزات المطلوبة”.
وقال زعيتر: “سمعت اليوم السفيرة الفرنسية تشكر الدفاع المدني، مشكورة على هذا الكلام، ولكن كنا نتمنى أن تؤمن السفيرة بعض الأدوات والآليات والمعدات التي تساعد الدفاع المدني وتلبي احتياجاته في إخماد الحرائق، بدل بعض الخردة من الذخائر والأسلحة التي تعطينا إياها مع ا لأميركيين. وبالتأكيد الدولة اللبنانية هي المسؤولة أولاً عن تأمين المعدات اللازمة للجيش والدفاع المدني بأي وسيلة ممكنة”.
وطالب بـ”تأمين مراكز مجهزة للدفاع المدني وتعزيز المراكز الموجودة، فمركز القصر مثلاً إمكانياته صفر، ورأيت متطوعي الدفاع المدني يطفئون الحرائق باللحم الحي في أعالي جرود الرويمة والبستان والحميره والخربة، وقد لفتني محافظة أهلنا الكرام من عشيرة آل جعفر وغيرهم على الثروة الحرجية والأشجار المثمرة والعناية بها كاهتمامهم بأبنائهم، ولكن للأسف التهمت النيران حوالي 80 بالمئة من المساحة الخضراء في تلك المنطقة”.
واعتبر أن “عكار وبعلبك الهرمل يمثلان التوأم في الحرمان الحقيقي وكذلك في الضرر والكارثة التي وقعت في عكار وقرى القبيات وفي جرود الهرمل وآثار تلك الحرائق امتدت إلى سهل البقاع”.
وختم زعيتر: “هل تعلمون أن مركز حرار في عكار شاغر وخال من حراس الأحراج، هناك أزمة حقيقية لا يقبلون معالجتها، ولم يتم توقيع مراسيم لناجحين في مجلس الخدمة المدنية، تحت ذريعة التوازن الطائفي حتى في الفئتين الرابعة والخامسة، هذا يكفي”.