كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز”:
قال الفنان اللبناني والبطل المسرحي غسان صليبا، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، إن انفجار مرفأ بيروت يوم 4 آب صار “تاريخا مفصليا”، مشددا على ضرورة ابتعاد “المجموعة الفاسدة عن الحكم”.
ويعد غسان صليبا صاحب الإطلالة القوية والصوت الجبلي الشجي، والمشاركات المسرحية التاريخية المميزة بدءا من مسرحية “صيف 840″، التي تؤرخ لثورة “عامية أنطلياس” ضد الوجود الأجنبي في لبنان في القرن التاسع عشر، وفي العمل المسرحي التاريخي والأدبي للشاعر الكبير “المتنبي” للفنان الكبير منصور الرحباني التي عرضت كذلك في دبي لأربع ليال متتالية في عام 2001.
صليبا قال: “لنبدأ من المكان الصحيح لم أكن أتصور أن يصل الإجرام إلى ما وصل إليه وأن يفعل بمدينتنا بيروت ما فعل بها، ذلك لأن الفساد وكثير من الفاسدين من الذين حكمونا لا يستحقون هذه المناصب ولا هذا الشعب الأبي”.
وأضاف: “جريمة التفجير منعطف كبير وخطير والأمر الإيجابي فيها أنها صارت تاريخا مفصليا، وليس هناك من رجوع إلى الخلف، المجموعة الفاسدة يجب أن تبتعد عن الحكم مهما كلف ذلك الشعب اللبناني، وليس عندنا ما نخسره، وللأسف البعض ما زال يصفق لهم والمطلوب تفعيل الثورة ومشاركة كل أطياف الشعب اللبناني فيها ومن كل الطوائف والملل”.
وتابع: “عندي أمل، فالأمل لا بد منه وهناك نواة من الشباب يملكون الوعي الكافي للتغيير، والبداية كانت من الانتخابات النقابية، وما حصل في نقابة المهندسين من فوز للائحة التغيير هي بداية جيدة، والتغيير يجب أن يبدأ من مكان ولا ينفع البكاء على الأطلال”.
وعبر صليبا عن اعتزامه النزول للمشاركة في الذكرى السنوية للحادث الأليم، قائلا: “سننزل في ذكرى 4 آب إن شاء الله بالآلاف والملايين.. هو تاريخ مفصلي ما قبله ليس كما بعده، وما حصل كارثة على لبنان يجلب أن لا تمر هكذا”.
وقال صليبا إن “العدالة تتحقق عندما لا يتدخل السياسيون بالقضاء، وعلى العكس هم يتدخلون ويحاولون إخفاء معالم الجريمة، يجب رفع الحصانة عن السياسيين والمسؤولين في جريمة كبرى كالتي حصلت، وأعتقد أنهم يخافون من المحقق والعدالة، ومن كشف الجريمة”.
وعن المطالبات بأن يكون التحقيق في انفجار المرفأ دوليا، قال صليبا إنه “ليس من المهم أن يكون التحقيق دوليا أو محليا، المهم ألا يتعرض القاضي الذي يحقق في الجريمة للضغوطات من السياسيين لإعاقة التحقيق وتعطيل سير العدالة”.
وردا على سؤال بشأن إمكانية انتقال صليبا إلى خارج لبنان في ظل هذه الأوضاع المتردية، قال:”لن نترك لبنان لهم.. أنا هنا وولدي الفنانين وسام وزياد باقون في لبنان، إرادتنا أقوى ولن يستطيعوا كسرها ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، كما قال الشاعر”.
ويعتبر صليبا نفسه فنانا ثائرا بمواقفه وأعماله، قائلا: “شاركت في الثورة شخصيا وقدمت أعمالاً فنية منها “علي الصوت” (ارفع الصوت) و”الشعب الغاضب”، وقدمت أغنية كتبها ولحنها جاد إلياس الرحباني واسمها “معقولة شي نهار”.