IMLebanon

بو عاصي: لا مشروع لدى “القوات” منفصل عن لبنان

شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي على أن “لا مشروع لدى “القوات” منفصل عن لبنان هو بالنسبة لها الالفا والاوميغا في السياسة”، مشيراً ألى انه “كي يستمر هو بحاجة الى بناء مؤسسات ووجود طرح وديمقراطية لا تقتصر على يوم الاقتراع في صناديق الانتخاب إذ إن الديمقراطية منظومة اخلاقية وفكرية، شفافية، نزاهة، محاسبة وثقافة مجتمع قبل ان تكون لحظة تصويت”.

واعتبر أننا نعايش أخيراً فقدان نبض الحياة في البلاد وكأننا في مسار نحو الموت ونحو جهنم، مؤكداً أن “هذا الامر لا يمكن ان نتقبله كلبنانيين عامة وكقواتيين تحديداً لأنه لا يشبهنا ولا يشبه ثقافتنا وتاريخنا وتضحياتنا وحبنا للفرح والحياة الذي من أجله ضحينا واستشهد رفاقنا لا بحثاً عن لذة الموت”.

كلام بو عاصي جاء خلال افتتاح مركز “القوات اللبنانية” في وادي شحرور بحضور رؤساء بلديات وادي شحرور العليا سامي ابو مراد، بسابا كلود بو انطون، حارة الست عبدو الغاوي، نائب رئيس بلدية كفرشيما اندريه المر، رئيس “الكتلة الوطنية” في البلدة تامر خير، منسق بعبدا في “القوات” جورج مزهر، رئيس مركز وادي شحرور طوني الفغالي وعدد من فاعليات المنطقة والعمداء المتقاعدين واعضاء المجالس البلدية والمخاتير وحشد من الاهالي والمناصرين.

وشكر بو عاصي كل من ساهم ببناء الحجر في هذا المركز، مؤكدا أنه حين يصبح فيه انسان يحمل طرحاً وفكراً وصدقية يتحول الى بيت يتمتع بدفء العائلة وأن التحدي هو ان نحافظ عليه بيتاً محترماً يتمتع بالشرف والصدق والنزاهة والثبات على المواقف وكذلك ان يكون كالمنارة ويبقى مفتوحاً كما قلوب مسؤوليه للجميع.

وأضاف: “كحزب قوات لبنانية نعتبر أنفسنا مؤتمنين على ارث وبلد وثقافة وتضحيات. لا يمكن ان نتلوّن ونغيّر طرحنا بحسب تغيّر المزاج. نحترم المزاج ولكن لا نتغير، فمتى تلوّنا فقدنا اغلى ما لدينا أي صدقيتنا. الخير العام هو الاساس وغير صحيح ان اللبناني اناني فلطالما تساعد اللبنانيون ولكن اضطروا الى النظر الى الحلقة الضيقة بسبب غياب الدولة لذا لا خيار امامنا سوى بناء الدولة”.

بو عاصي الذي عايد الجيش اللبناني في عيده، مشيداً بتضحياته وعمله في ظروف صعبة اضيف اليها اليوم الوضع المعيشي الصعب وتدهور قيمة الرواتب، اشار الى “ان مصيبتين ضربته هما: من سعى الى كسر الوطن وعمد بين عامي 1975 و1976 الى منع الجيش من الدفاع عن بلاده وهذا ما ادى الى انطلاق الحرب واقامة الجيش في ثكناته مغلوباً على امره بسبب عدم توفر القرار السياسي وقلبه يشتعل لانه منع من ممارسة ما نذر لأجله حياته فيما السلاح غير الشرعي واتفاقية القاهرة عام 1969 يقتل الجمهورية الاولى يوما بعد يوم الى ان حولها الى انقاض”.

وتابع: “منع الجيش من تأدية مهمته كارثة على لبنان ولكن الكارثة الثانية حين تحول الجيش اداة للسلطة في آخر الثمانينات وفي التسعينات وتم تحوير مهمته. عند هذا المفترق وقع الصدام الذي يجب الا يحدث ابداً بين بعض وحدات الجيش وبين “القوات اللبنانية”. من ارتكب هذين الامرين مجرم بحق الجيش ولبنان. لبنان يقوم حين يكون هناك تكامل بين الاحزاب السياسية والمؤسسات الرسمية”.

من جهة أخرى، قال بو عاصي: “حذار أن يفكر أحد بأننا نريد تقليد تجربة “حزب الله” بل العكس تماماً فهو دخل الى السلطة لتدمير المؤسسات بينما نحن نريد الدخول الى المؤسسات كي نستنهضها ونبني لبنان دولة مستدامة”.

وتابع: “الديمقراطية لا تكون بسرقة تعب المواطنين، لا باغتيالات لا ندرك مرة من ارتكبها، لا بـ 4 آب الجريمة التي دمرت وطناً والذي مرّ عليها سنة من دون التقدم خطوة في التحقيق. فلم نعرف كيف دخلت نيترات الامونيوم وكيف استمرت وكيف تفجرت ومن المسؤول كي نحيله الى المحاكمة فنقول له عذرا ان كان بريئاً ويدفع الثمن غالياً اذا كان مذنب؟ ان نرتضي غض النظر عما حدث نكون لا نزال في لحظة قبيل الانفجار اي ننتظر انفجاراً جديداً قد يكون تفجيراً سياسياً، اغتيالاً او سرقة. يجب وقف هذه الدوامة والبناء على الحقيقة مهما كانت صعبة وبكل جرأة فنحن لا نخاف شيئا لأننا اصحاب حق. لا يوهمنا احد بأنه كي نحفاظ على السلم الاهلي يجب أن نعيش في كذبة”.

كذلك، رأى بو عاصي أن كل من يعتبر انه ضيف في لبنان أو مستأجر لدى “حزب الله” لا يشبهه، مضيفاً: “انا إبن هذه الارض التي تجسّد جدودي وثقافتي وتاريخي. لا اريد ان افرض نفسي على احد ولكن لن اسمح بشكل من الاشكال ان يفرض احد نفسه علي. المعادلة واضحة اما تكون شريكاً او عبداً ولن اسمح  لاحد ان يستعبدني ويشتريني بالسلطة والمال والفساد. ارضي مش للبيع ولا تاريخي ولا هويتي. بهذه الروحية سنواصل نضالنا التراكمي يوماً بعد يوم من أجل بناء لبنان الذي وحده يستحق العيش من اجله”.

وختم داعياً الحضور كي يكونوا مستعدين دوماً للاستحقاق النيابي الذي سعت “القوات” الى ان يكون مبكراً كي توفر على الناس هدر الوقت في مناورات تشكيل الحكومة التي دفعوا ثمنها.