تمنى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم “لو أن ضحايا انفجار المرفأ وشهداء فوج الإطفاء الأبطال موجودون اليوم، كما لو أن الزحمة مستمرة في بيروت والأبنية تنبض بالحياة”، وقال: “عندما كنا نعيش حياتنا ونبحث عن تطويرها، كان هناك وحوش يطورون قنبلة نووية ويفكرون كيف ينهون حياتنا”.
وأضاف، خلال إحياء منطقة بيروت في “القوات اللبنانية” ولجنة إغاثة بيروت Ground-0 ذكرى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، بمسيرة وفاء حاشدة تحت عنوان “وحياة يلي راحوا، رح تتحاكموا”: “بيروت لا تموت، و4 آب كان اليوم الأصعب في حياتنا. تخيلوا إلى أي مدى صعب رؤية رفاقكم تحت الردم، وجيرانكم يبحثون عن مخرج خارج بيوتهم، وأصحابكم مجروحين، وأهلكم فاقدي الأمل شبه أموات. تخيلوا سماع خبر فقدان أهلكم وأحبابكم من دون أن تعرفوا مكانهم، رغم أنكم تريدون مساعدتهم والاطمئنان إليهم، لكنكم لا تعرفون السبيل، بسبب المشهد الرهيب. تخيلوا فوق كل هذا، أن تكونوا بموقع المسؤولية وتريدون مساعدة الناس، ولا تعرفون من أين تبدأون”.
وأشار إلى أنه “كان اليوم الأصعب والأقسى في حياة كل فرد”، معتبرا أنه “أظهر الفشل الواضح للدولة المستهترة بالشعب والملتهية بفسادها. كما أظهر مجموعة من الشعبويين التي تسعى إلى المزايدة ولا تهتم بوجع الناس، بل همها “قوم تإقعد محلك”، وأظهر مجموعة تستغل وجع الناس لتربح الأموال.”
وشدد على أن “نواب القوات كانوا يعلمون منذ لحظة دخولهم المجلس النيابي بأن المهمة صعبة جدا، وأن الأمور غير مريحة مع وجود منظومة لا تصلح لتقديم أي حل”، وقال: “كان من الواضح أن المرحلة المقبلة صعبة. لذا، عملوا قدر المستطاع ليكونوا الى جانب أهلهم وكل من منحهم الثقة لاجتياز المرحلة في أسرع وقت، إلا أن الوحوش أرادوا زرع قنبلة في كل بيت ومكتب وشركة ومبنى ودمروا المستشفيات والمدارس والأديرة والكنائس والجوامع والمدافن”.
وأردف: “في هذا اليوم، بات لكل فرد قصة وذكرى، وخسر كل فرد قطعة منه. شعورنا اليوم مع كل من يسمعنا وموجود معنا، وجعنا واحد، كلنا خسرنا وكلنا وجعنا وكلنا بكينا. وكان من السهل علينا القول إنها قصة كبيرة فلندر ظهرنا ونغادر من دون أي خطة، ومقاومة، ولكن منذ اللحظة الاولى، اعتبرنا أن مسؤوليتنا باتت أكبر بكثير، ومن واجبنا البقاء ووضع خطة للصمود لأن من زرع هذه القنبلة عام 2013 لديه خطة أكبر”.
وتابع: “من واجبنا المواجهة من داخل المجلس وخارجه وجمع كل القوى والوقوف بجانب أهلنا، كما اعتدنا أن نفعل منذ زمن، وأينما تطلب القضية منا ذلك. إن القوات أطلقت منذ اللحظة الأولى لجنة إغاثة بيروت Ground-0، وقمنا بما تمكنا. لقد سرقتم الحياة الكريمة، حرقتكم أحلامنا وطموحنا، دمرتم حقوقنا بالأمن والسلام ب550 طنا من متفجراتكم، ولكن في تضامننا ووجودنا معا ومشاركتنا سويا وعملنا يدا بيد، سنعيد حقوقنا التي سرقتمونها منذ سنوات وما زلتم.”
وقال: “بيروت ستنهض من تحت الردم، وحياة روح كل شهيد من شهدائنا وتضحيات كل شاب وفتاة بيننا. لن نستطيع أن نعيد من ذهب ضحية الانفجار، لكن لأننا ندرك معنى الشهادة سنؤكد لأهلهم أننا سويا سنعيد البلد، وسنسترجع الحقوق ولن نسمح لأحد بهزيمتنا. انتصرنا سويا لأننا وقفنا سويا وواجهنا وسنبقى لبناء “الجمهورية القوية”، ولكن فسادكم وسوء إدارتكم واستهتاركم وكذبكم بكفة وانفجار المرفأ بكفة أخرى.”
وجدد واكيم التذكير بأن “القوات اللبنانية طالبت منذ اليوم الأول بلجنة تقصي حقائق دولية. وعندها، ووجهت بأن هناك قضاء لبنانيا”، وقال: “عندما توجهوا إلى القضاء وبدأ بكشفهم اتهموه بالتسييس. وعندما طلب القضاء رفع الحصانات واجهوه بقصة المجلس الأعلى. نحن رفعنا الحصانة عن أرواحنا، وضحينا ودافعنا عن لبنان، إلا أن البعض يتمسك بحصانة ساقطة للدفاع عن نفسه والتضحية بلبنان وشعبه”.
وختم: “بالنسبة إلينا، إن الشهيد لا يموت مرتين، وهذه الأرض التي نقف فيها شاهدة على صمودنا وتضحياتنا ودحر النظام السوري، وكانت البداية. وسنشهد على نهاية كل متورط أو مقصر أو مرتكب. “وحياة اللي راحوا” في حصانات أو من دونها، بمجلس أعلى أو قضاء عدلي، بتحقيق دولي أو من دونه، نريد الحقيقة. وحياة اللي راحوا رح تتحاكموا”.