كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
من المُحتمل جداً ألّا يكون الفيتامين K من بين المغذيات التي تركّزون عليها لتعزيز صحّتكم، غير أنه يؤدي دوراً رئيساً في وظائف عديدة للجسم. والخبر الجيّد أنه ليس من الصعب بلوغ الاحتياجات اليومية للفيتامين K من النظام الغذائي. ولكن ما أبرز فوائده؟ وكيف تحصلون على جرعات جيّدة منه؟
عند التفكير في الفيتامين K، ركّزوا فوراً على الورقيات الخضراء، رغم أنه يتوافر في منتجات أخرى مثل فول الصويا والصنوبر. واستناداً إلى «National Institutes of Health»، تشمل أبرز مصادر الفيتامين K السبانخ (121 في المئة من القيمة اليومية لكلّ كوب نَيء)، والـ«Kale» (94 في المئة من القيمة اليومية لكلّ كوب نَيء)، والبروكلي (92 في المئة من القيمة اليومية لكلّ نصف كوب مسلوق)، وفول الصويا (36 في المئة من القيمة اليومية لكلّ نصف كوب مشويّ)، علماً أنّ هناك مأكولات أخرى تحتوي على الفيتامين K مثل اليقطين المعلّب، والبامية، والتوت الأزرق. وللحصول على جرعة صحّية منه، يمكنكم مزج سَلطة الـ«Kale» المحضّرة في المنزل مع الإدمامي لاستمداد البروتين النباتي وإضافة قليل من التوت الأزرق لمذاقٍ حلو طبيعياً.
وقالت اختصاصية التغذية أنتيا لافي، من نيويورك: «بما أنّ الفيتامين K قابل للذوبان في الدهون، يعني إذاً أنّ الجسم يمتصّه بسهولة أكبر عند تناوله مع مصدر للدهون. لذلك لا تتردّدوا في مزج الـ«Kale» مع جرعة صحّية من زيت الزيتون، أو سكب زيت الأفوكا على سَلطة السبانخ، أو هَرس بعض فول الصويا في صلصة الغواكمولي المحضّرة في المنزل».
وعرضت في ما يلي 3 أدوار رئيسة للفيتامين K:
المساعدة على تخثّر الدم
يشتهر الفيتامين K بقدرته على تخثر الدم، بما أنه أساسي لإنتاج بروتيناته مثل «Prothrombin»، وهو مكوّن الدم يتمّ تنشيطه أثناء التخثر، بحسب «U.S. National Library of Medicine». وعندما يتعلّق الأمر بهذا الأمر، فإنّ المفتاح هو الوسط، إذ إنّ التخثر غير الكافي قد ينتج عنه فقدان الدم بشكلٍ كبير. في حين أنّ التخثر المفرط قد يؤدي إلى نتائج صحّية ضارّة مثل السكتة الدماغية. وبالتالي، فإنّ الفيتامين K أساسي للمساعدة على تنظيمه.
دعم صحّة العظام
إنّ الفيتامين K مطلوب أيضاً لتخليق البروتينات اللازمة لعظامٍ قويّة، مثل «Osteocalcin»، المسؤول عن الحفاظ على قوّة العظام، وفق «Harvard’s T.H. Chan School of Public Health». وبالفعل، فقد دعمت الأبحاث العلاقة بين الفيتامين K والعظام الصحّية. إذ تبيّن أنّ الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من الفيتامين K كانوا أقل عرضة بنسبة 22 في المئة لخطر كسور العظام مقارنةً بالذين لديهم أدنى معدلات، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2017 في «Analysis».
الوقاية من أمراض القلب
لا يزال العلماء في صدد البحث عن الدور الفعليّ الذي يؤديه الفيتامين K في صحّة القلب، ولكنّ الرابط يرجع إلى مركّب «MGP»، وهو بروتين يعتمد على الفيتامين K من شأنه منع التكلّس في الدم والأنسجة الليّنة والعظام. إنّ هذا الأمر مهمّ جداً، بما أنّ تكلّس الأوعية الدموية هو عامل خطر أساسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب بحث صدر عام 2020 في «Current Medicinal Chemistry». ورغم أنّ المطلوب التحقق أكثر في هذا الموضوع، إلّا أنّ بعض الخبراء يرون أنه من دون كمية كافية من الفيتامين K، فإنّ «MGP» لن يَقي من التكلّس كالمُعتاد، ما قد يُفاقم خطر أمراض القلب.
وشدّدت لافي على «ضرورة توفير كميات جيّدة وآمنة من الفيتامين K، بما أنّ قلّته قد تؤدي إلى استغراق الدم وقتاً أطول للتجلّط، ونزيف حادّ، وانخفاض كثافة المعادن في العظام، وبالتالي هشاشتها».
ولكنها في المقابل حذّرت من «تناوله عشوائياً ومن دون استشارة الطبيب أولاً، خصوصاً أنه يتفاعل مع بعض الأدوية مثل مضادات التخثر. ولكن رغم ذلك، يجب على الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية عدم حذف الفيتامين K من غذائهم. وللتأكد من أنّ مضادات التخثر لا تعمل بشكلٍ مفرط أو غير كاف، لا بدّ من الحفاظ على تناسق تناول الفيتامين K. وقد يؤدي تناول كميات هائلة من الورقيات الخضراء خلال أسبوع واحد إلى تخثر الدم بطريقة أسرع، في حين أنّ حذف مصادر الفيتامين K كلّياً قد يؤدي إلى ترقق الدم كثيراً، ما يعزّز احتمال حدوث نزيف مفرط. كذلك، يمكن للمضادات الحيوية أن تتفاعل مع الفيتامين K نتيجة تأثيرها في توليد هذا الأخير لميكروبات الأمعاء. ووفق «U.S. National Library of Medicine»، بما أنّ الفيتامين K هو قابل للذوبان في الدهون، فإنّ الأدوية الخافضة للوزن، التي تمنع الجسم من امتصاص الدهون الغذائية بهدف تقليص مجموع السعرات الحرارية، قد تعبث أيضاً في امتصاص هذا المغذي».