كل ما يركز عليه اعلام “حزب الله” في الذكرى السنوية الأولى لتفجير 4 آب هو وجوب تحلي أهالي الضحايا بالعقلانية وعدم انجرار اللبنانيين للتجييش الاعلامي. عن أي تجييش يتحدث اعلام الحزب؟ عن حقيقة ان مئات الضحايا سقطوا في 4 آب؟ أو أن الالاف أصيبوا في ذلك اليوم المشؤوم؟ أم عن مئات الآلاف الذين شردوا وهجروا من منازلهم بفعل تدمير النيترات جنى عمرهم؟
ما يعرض على شاشة التلفزة والمواقع الالكترونية حول 4 آب ليس الا جزءا من وجع الاهالي والمصابين، أما التجييش فلا يأتي سوى من أبواق “حزب الله” الاعلامية التي لا تلجأ الى العقلانية ومؤسسات الدولة الا للتلطي خلفها “وقت الحشرة”، وهو ما بدا واضحا في بيان الحزب الصادر في المناسبة.
وها هو اعلام “حزب الله” يعلن اليوم بوقاحة موعداً لإطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم السبت المقبل للاحتفال بالذكرى الخامسة عشر “للانتصار الكبير في عدوان تموز 2006”!
هكذا لا تهم فاجعة اللبنانيين في 4 أب ولا خسارات أهالي الضحايا لأن “حزب الله” بمزاج احتفالي يدعي الانتصار في بلد مفجوع ومنهار!
أتحتفلون في أسبوع مرور عام على انفجار 4 آب الذي قتل أكثر من مئتي شخص وجرح نحو 6000 وشرد أكثر من 300 ألف من منازلهم؟ عن أي انتصار تتحدثون؟ أي معنى لأي انتصار تفاخرون به؟
“للصبر حدود”، واللبنانيون لن يتركوا هذه الجريمة تمر مرور الكرام.
“حزب الله” الذي اعتبر 7 أيار يوماً مجيداً على دماء أهل بيروت ليس غريباً عليه الاحتفال في أسبوع 4 أب والدماء في بيروت لم تجف بعد من هول الكارثة!
للصبر حدود، وإن كان “حزب الله” يدّعي القدرة على “اجتثاث عصابات خلدة خلال خمسة دقائق”، فهو حتماً عاجز في مواجهة أهالي ضحايا 4 آب!