جاء في “المركزية”:
يمضي لبنان متدحرجا بسرعة نحو الانهيار الشامل، الذي لم يستطع العالم فرملة أندفاعته والحؤول دون أرتطامه بقعر الهوة السحيقة المقبل عليها، على ما بدا واضحا من تبدد الآمال المعلقة على امكان تشكيل الحكومة اثر اللقاء الرابع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، الذي خرج من قصر بعبدا متجهم الوجه على غير عادته ومعلنا أن مهلة التأليف غير مفتوحة.
الغريب أن هول الكارثة المالية والمعيشية الضاغطة على حياة اللبنانيين، لم يحل دون تمسك اهل السلطة والحكم بالمحاصصة الوزارية وتحقيق المكاسب الآنية والشخصية، غير عابئين بمصير البلاد الآيل الى السقوط والزوال، على ما حذر منه أكثر من مرجع محلي وخارجي، الأمر الذي من شأنه في حال حدوثه أن يفتح الباب للعديد من الاحتمالات والسيناريوهات احلاها مر مع التفلت الامني العالي الوتيرة الذي بدأت تشهده الارض.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم يقول لـ”المركزية”: “في ضوء التعثر في تشكيل الحكومة الذي عكسه كلام الرئيس المكلف من قصر بعبدا امس، يمكن القول أن البلاد باتت ورقة تتجاذبها العواصف والرياح التي تحفل بها الساحة، سيما أن من المعروف أن البديل للفراغ الحكومي ولعدم الاستجابة للمناشدات العالمية الداعية الى ملاقاتها على طريق وقف التدهور واخراج البلاد من الازمات التي تتخبط فيها هو الفوضى القاتلة، وما أحداث خلدة سوى عينة مما ينتظرنا. علما انه لولا حكمة حزب الله وصبره لكنا دخلنا نهاية الاسبوع المنصرم في المخطط الجهنمي الذي يعد لنا، خصوصا وان الارض أصبحت مهيأة لاعلان لبنان دولة فاشلة غير قادرة على ادارة شؤونها وآيلة الى وضعها تحت سلطة الامم المتحدة”.
اضاف ردا على سؤال: “إن جلاء الخيط الابيض من الاسود قضية ايام، اما حكومة وأما الفوضى، وهذا ما لا نتمناه خصوصا وأن الخلاف بسيط جدا و”غيرمحرز” كما يقال للتضحية بالبلاد واهلها الذين، وامام مرارة العيش ومعاناتهم من الفقر والجوع والذل لتوفير متطلبات الحياة، لم يعودوا يأبهون بسلطة ومنصب أو بحقيبة وزارية وسواها من المواضيع الخلافية التي يتمسك بها المعنيون بتشكيل الحكومة”.