IMLebanon

الحلول الحكومية موجودة… لكن هل يرضى بها العهد؟

جاء في “المركزية”:

اراد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الحديث بنبرة ايجابية بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في قصر بعبدا. لكن بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، فإن ما قاله غير مبني على اي تقدّم تم تحقيقه.

هي تشير الى ان الامور لا تزال تراوح مكانها، وان العقد كلّها على حالها: الصراع على توزيع الحقائب السيادية لم يحسم لاي طرف، حتى ان الرجلين، وامام الواقع هذا، قررا وضع الوزارات هذه جانبا، وعدم مباشرة البحث فيها الا بعد ايجاد حلّ وسط لها، اي انهما عمليا، لا يزالان “يحرقان الوقت”!

بحسب المصادر، فإن المخارج التي تطرح كثيرة، لكنها تتطلب اولا توافر النية بالتفاهم والاتفاق، فهل هي موجودة حقا؟ هل يريد رئيس الجمهورية ان يكون ميقاتي رئيسا لآخر حكومات عهده، أم لا يريد، ويعتبره امتدادا للرئيس سعد الحريري؟

هذه الاسئلة تحتاج الى اجوبة ستتظهر قريبا. فميقاتي في زيارته المرتقبة الى قصر بعبدا مبدئيا عصر اليوم، سيحمل صيغا وطروحات جديدة، منها مثلا إسناد الداخلية التي يصر عليها العهد، الى شخصية سنيّة حيادية تحظى بثقة عون ورضاه وربما ايضا لشخصية مسيحية حيادية، كما انه سيقترح عليه، في حال وافق رئيس مجلس النواب نبيه بري، أخذ وزارة المال وضمّها الى حصّته، في مقابل حصول الثنائي الشيعي على “الداخلية”.

فهل ترضي هذه الحلول الجانب الرئاسي؟ وهل يريد الاخير فعلا مداورة شاملة؟ ام انه يطالب بها لانتزاع الداخلية من السنّة واعطائها الى المسيحيين، أي الى الفريق الرئاسي؟ علامات الاستفهام كثيرة والشحّ في المعلومات لا يعكس الا ان الامور جامدة ومعقّدة، رغم محاولة ميقاتي اخفاء هذه الحقيقة.

نبرة ميقاتي التي تبدّلت بين الاثنين والخميس، يريد منها القول للمجتمع الدولي ان المساعدات التي خصّصها للبنان الاربعاء في 4 آب،  يقدّرها أهلُ الحكم وسيلاقونها بحسّ مسؤولية عال، حيث يعملون جديا لتأليف حكومة. كما ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي حرص على ان يشارك ميقاتي في المؤتمر، وإن بصفة مراقب، اراد الاخير القول له انه مستمر في سعيه ومحاولاته لتحقيق خرق. غير ان كل هذه الرسائل الايجابية، لا تعني ان الحكومة ستبصر النور “الا اذا”.

فوفق المصادر، من المستبعد ان يتخلّى عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن الداخلية، واذا فعلا، فإنهما لن يتخلّيا بسهولة عن الثلث المعطّل في التركيبة الميقاتية. فما يجب ان يبقى في البال دائما، هو ان الفريق الرئاسي لا يشكّل للانقاذ، بل يشكّل حكومة يريدها ان تضمن مستقبله السياسي، الذي يمرّ حتما باستحقاق الانتخابات النيابية وبعدها الرئاسية. فكيف يترك الداخلية لمَن لا يرتاح اليه؟ وكيف يسلّم عون الحكم في البلاد في حال الشغور بعد انتهاء ولايته الى حكومة لا يديرها هو، بل خصومه؟