جاء في “المركزية”:
تتوالى الأحداث الأمنية الواحدة تلو الأخرى، مُنبئة بخطر داهم يتربص بلبنان، ومؤكدة أن أيادي خفية تعبث بأمن الوطن لغايات وأهداف خارجية. إلا ان الوعي الداخلي استطاع حتى الساعة لجم الوضع ومنع الأمور من التفاقم والوصول الى نقطة اللاعودة.
اوساط سياسية مراقبة توقفت عند المواقف التي صدرت عن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بعد حادثة خلده التي دعا فيها الى مصالحة عشائرية على ان يتولى الجيش الأمن على طريق الساحل ويتم تحييد حزب الله. وعكست المواقف تموضع جنبلاط في هذه المرحلة وربط النزاع مع “الحزب” وتنظيم اي خلاف للحفاظ على الاستقرار في الجبل والساحل وتجنب اي مواجهة في الداخل. فهل ينجح “الاشتراكي” في لعب دور الإطفائي وتنجح مساعيه التهدوية؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله قال لـ”المركزية”: “هذا الدور يأتي ضمن سياق عام بدأ من محاولات تطويق حادث الشويفات وقبرشمون وكفرحيم واستمرّ اليوم بعد الفاجعة التي حصلت في خلدة، خاصة وان ذيول المشكلة بدأت منذ سنة، لكن التأخر في علاجها انعكس رداً بالأسلوب الذي شهدناه”.
ولفت عبدالله الى ان لدى الحزب “الاشتراكي” هاجسين: الاول وأد الفتنة بين العشائر، لأن أبناء المنطقة هم من العشائر، بغض النظر عن الطابع المذهبي ومحاولة تطويق هذه المشكلة ووضعها في عهدة الأجهزة الأمنية والجيش والقضاء، تجنبا لأخذ الثأر باليد لأن هذا المسلسل يبدأ ولا ينتهي، ويؤدي حتما الى الفتنة. وهنا لقينا تجاوباً من حزب الله الذي وضع القضية في يد الدولة، وشكّلنا بعض التواصل مع العشائر، كما نتواصل مع كل القوى السياسية المعنية كالرئيسين سعد الحريري ونبيه بري ووجهاء المنطقة بغية التوصل الى صيغة تهدئة معينة في المستقبل، وعقد مصالحة تقطع دابر الفتنة في هذه المنطقة الحساسة”.
وتابع: “اما النقطة الاساسية الثانية التي ركز عليها وليد جنبلاط فهي ان الطريق الساحلية طريق حساسة، وقد نبّهنا سابقا ونعيد التنبيه الى وجوب عدم قطعها لتبقى آمنة أمام الجميع، لأن هذه الطريق تربط بين أهالي بيروت والجبل والجنوب ويجب الا تكون مصدر احتكاك او شرارة اشكالات معينة من الممكن ان تحصل. وشكّلنا لجانا تتابع تنفيذ هذا الموضوع ميدانياً على الارض. ونأمل مع العمل الذي تقوم به الاجهزة الامنية والجيش بضبط الوضع الامني وتسلم المطلوبين لتأمين محاكمة عادلة لهم. هذا السبيل الوحيد الذي يوصل الى التهدئة. هذا الجهد بدأناه وسنستمر به”.
وعن منصّة الصواريخ التي تمّ العثور عليها في منطقة شويا حاصبيا، وهل يُجرّ لبنان الى حرب اهلية وما هو المخطط، أجاب: “الموضوع أصبح في عهدة الجيش لتبيان من اطلق هذه الصواريخ وبأي هدف بغض النظر عن البيانات التي صدرت، اذ يقال ان هناك بيانات صدرت باسم حزب الله في هذا الموضوع والتي تحتاج الى تدقيق، وهل هذه البيانات رسمية ام لا. في جميع الاحوال، لا اعتقد ان لا مصلحة لأحد اليوم بتفجير الاجواء في الجنوب، العداء والصراع مع اسرائيل مستمر ولكن ايضا يجب الاخذ في الاعتبار امكانات البلد والوضع المعيشي والاقتصادي ووضع الناس، خاصة وان الجو على صعيد المنطقة ككل ليس جواً تصعيديا، بل مفاوضات مستمرة بدءاً من الايرانية -الاميركية وصولاً الى الايرانية -السعودية وغيرها، ولسنا مضطرين الى ان ندفع ثمن تحسين شروط التفاوض لهذا الفريق او ذاك”.
نناشد الجميع “بأن لا مصلحة لنا، في جو التسوية القائم، ان نكون صندوق بريد لبعث الرسائل لهذا الفريق او ذاك او ان نعمل على اشعال الفتنة في المنطقة لتحسين اوراقه التفاوضية، او ان يكون لبنان ساحة لتمرير هذه الرسائل. كفانا”.
وختم عبدالله: “لا حل الا بتسوية داخلية تُنتج حكومة مع خطة وبرنامج لوقف الانهيار والا سيكون لبنان ساحة الرسائل السياسية لهذا المحور او ذاك”.