أشار الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله إلى أنه “تعاطينا مع كارثة انفجار مرفأ بيروت على أنها مأساة بامتياز أصابت الجميع وكان الهم الأساسي تضميد الجراح واستيعاب الخسائر”، لافتا إلى أنه “مباشرة بعد انفجار مرفأ بيروت بدأ الاستثمار السياسي المقبوض ثمنه أميركيًا وسعوديًا”.
وأضاف، خلال كلمته في الذكرى الـ15 لـ”انتصار تموز”: “منذ اللحظة الأولى وسائل إعلام محلية وعربية وأحزاب وشخصيات معروفة اتهموا المقاومة أنها تخزن الصواريخ في العنبر وانفجرت وأن لديه مخازن ذخيرة في المرفأ”، مشيرا إلى أن “كل الجهات التي ساهمت بالتحقيق وصلت إلى استنتاج واحد بأنه لا وجود لسلاح ولا ذخائر في المرفأ”.
وتابع: “بعد سقوط الفرضيات التي حاولوا من خلالها ربط الانفجار بحزب الله لجأوا لقضية النيترات”، وتساءل: “هل هناك أتفه وأسخف وأبشع من اتهام حزب الله بتخزين النيترات في مرفأ بيروت؟”.
واعتبر إلى أن “كل ما قيل منذ انفجار المرفأ لا يستند لمنطق ولا هدف له سوى التشويه والابتزاز وتضييع الحقيقة”، لافتا إلى أنه “لو أردنا التوظيف لقلنا إن من أتى بالنيترات هي الجهات الداعمة للجماعات المسلحة بسوريا”.
وتوجّه لأهالي شهداء المرفأ بالقول: “يجب أن تعرفوا من هو خصمكم ومن أساء لقضية المرفأ ووظفوا هذه المأساة في السياسية”، مضيفًا: “الذين أساؤوا للشهداء والجرحى هم الذين حولوا قضية إنسانية إلى قضية سياسية رخصية، الذين أساؤوا هم الذين حولوا قضية وطنية جامعة إلى قضية طائفية”.
ولفت إلى أن “ما يخشاه حزب الله هو تضييع الحقيقة، لذلك على القضاء إعلان ما تم التوصل إليه حتى الآن، وما نطالب به هو إعلان نتائج التحقيق الفني والتقني.
وأكد أن “حزب الله لا يخشى التحقيق لأنه ليس متهماً من قبل الأجهزة القضائية في قضية انفجار مرفأ بيروت”، كما توجّه لأهالي شهداء المرفأ بالقول “لا تقبلوا بتوظيف دماء أبنائكم سياسيًا”، طالبًا منهم “التوجه إلى القاضي بيطار وسؤاله عن سبب الانفجار”.
وأردف: “إن التحقيق في قضية المرفأ مسيّس ويخضع للاستنسابية ولن نقبل استضعاف أحد. على القضاء إعلان التقرير الفني والتقني والذي يحدد آلية التفجير إن كان إهمالًا أو هجومًا إسرائيليًا والمطلوب من القاضي وحدة معايير غير موجودة حاليًا”.
حادثة شويا
وعما جرى في قرية شويا، اعتبر نصرالله أن “نشر هذه الحادثة كان أمرًا مشينًا “وحين شاهدت المشاهد تأثرت بها فكيف الحال بالناس”، مشيرًا إلى أن “عدد الصواريخ المتبقية في الراجمة هي دليل على انضباطية المقاومين بإطلاق 20 صاروخاً التزاماً بالأوامر العسكرية”.
وتابع: “لو كنا نستطيع رمي الصورايخ من بيوتنا لفعلنا.. والحكم العسكري فرض علينا إطلاق الصواريخ من المنطقة التي أطلقت منها”، لافتا إلى أن “ما حصل في شويا لم يكن شيئا بسيطاً ولا عابراً وله دلالات خطيرة”، وقال: “عندما رأيت مشاهد شويا تمنيت لو أمكنني الوصول إلى اخواني هؤلاء لأقبل جباههم وأيديهم لأنهم هم شرف لبنان وضمانته”.
وأشار إلى أن “الذين اعتدوا على المقاومين في شويا هم من عالم آخر”، منوها إلى أن “بعض أهالي شويا رفضوا ما حصل، معربا عن التقدير لكل من وقف إلى جانب المقاومة. لا تحمّلوا أهالي شويا المسؤولية إنما حملوها للسفهاء الذين ارتكبوا العمل، ومن اعتدى على إخواننا يجب أن يحقق معهم من قبل الأجهزة ويحاكموا أمام القضاء”.
حادثة خلدة
ووصف نصرالله “ما حصل في خلدة مجزرة وليس حادثة قامت بها عصابة من المجرمين والقتلة، ونحن صبرنا على الأذى في مجزرة خلدة عن حكمة ومسؤولية وليس عن ضعف”.
وشدد على أن “المطلوب توقيف الذين افتعلوا المجزرة في خلدة وإيجاد حل جذري لمشكلة طريق الجنوب. إن مشكلتنا ليست مع أهل المنطقة في خلدة وليست مع عشائر عرب خلدة بل هي مع جماعة معروفة بالصور والأسماء والذين يصرّون على الاعتداء الناس وقطع الطرقات وتهديد البلد في سلمه الأهلي يجب اعتقالهم
وقال: “نتابع في “حزب الله” قضية خلدة وأنا شخصيًا أتابعها بشكل حثيث ويومي وسنرى إلى أين ستصل الأمور ولكل حادث حديث”.
ذكرى حرب تموز
رأى نصرالله أن “الذي منع ويمنع إسرائيل من شن غارات على لبنان هو خشيتها من مواجهة كبيرة مع المقاومة، وأن جيش العدو خائف على وجوده”، مشددًا على أن “أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة”.
ولفت إلى أنه “دائما عندما يكون هناك مؤمنون صادقون في الوعد مصممون على الجهاد وتحمل المسؤوليات فإن وعد الله ووعد رسوله لهم هو وعد دائم بالنصر”.
واعتبر أنه “في ذكرى تموز أهم مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع هي مسؤولية الحفاظ على منجزات هذه الحرب، هذه الإنجازات والمعادلات لم تأت لا بالتمني ولا على طاولة الحوار وإنما بالتضحيات الجسام. إن أمانة الشهداء المحافظة على ما أنجزوه في حرب تموز 2006 وتطوير هذه الانجازات والإيجابيات”، لافتًا إلى أن “الانجازات تم الحفاظ عليها في كل السنوات الماضية وقد دخلت مرحلة جديدة من خلال المواجهة البطولية التي خاضها الفلسطينيون في معركة سيف القدس”.
ورأى أن “أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة”، منوّهًا إلى أن “لبنان كان مسرحاً لسلاح الجو الإسرائيلي في كل منطقة وعلى مدى عقود على أبنية ومؤسسات وأهداف وبنى تحتية ولم يكن يردعهم شيء، وأنه على مدى 15 عاماً لم تحصل غارة إسرائيلية واحدة على منطقة لبنانية باستثناء حادثة ملتبسة بين الحدود اللبنانية والسورية”.
وقال: “إن القضية المركزية للعدو الإسرائيلي قبل وبعد عام 2006 هي مسألة تطور سلاح المقاومة في لبنان. وإن بعض الجهات في لبنان تساعد العدو من حيث تعلم أو لا تعلم على تحقيق هدفه بنزع سلاح المقاومة، وأن بعض غارات العدو الإسرائيلي في سوريا هي لمواجهة القدرات التي تصل إلى المقاومة لكن هذه الغارات لم تصل إلى شيء من هدفها”.
وأشار إلى أن “ما حصل قبل أيام تطور خطير جداً لم يحصل منذ 15 عاماً، وأنه أمام الغارات كان لا بد من الذهاب إلى ردّ الفعل المناسب والمتناسب. إن بعض الأعمال العدوانية عامل الزمن فيها جوهري والتأخر في الرد عليها يفقد الرد قيمته”، مؤكدًا أن “الهدف من عملية القصاص للشهيد علي محسن كان قتل جندي صهيوني ولكن لم تتوفر الظروف لها”.
وأردف: “ردنا الجمعة مرتبط بالغارات الإسرائيلية المباشرة على جنوب لبنان للمرة الأولى منذ 15 عاماً”، لافتا إلى أن “قدرات المقاومة الصاروخية النوعية تعاظمت وصولاً لامتلاكها أعداداً كبيرة من الصواريخ الدقيقة”.
وأضاف: “اخترنا أرضاً مفتوحة في مزارع شبعا لنوصل رسالة وذهبنا إلى أراض مفتوحة وضربنا محيط المواقع واخترناها لأنها منطقة عسكرية مغلقة”، مشيرا إلى “أننا نملك من الشجاعة أن نتحمل مسؤولية أعمالنا كما أن بياننا كقصفنا يكملان رسالتنا للعدو”، و”قصدنا بالعملية تثبيت قواعد الاشتباك القديمة ولم نقصد صنع قواعد اشتباك جديدة”.
وشدد على أن “أي غارة جويّة لسلاح الجو الإسرائيلي على لبنان سيتم الردّ عليها حتمًا بشكل مناسب ومتناسب”.
وأكد أن “المقاومة لن تفرط بما أنجزته في تموز 2006 أياً كانت التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيجعل العدو يستبيح البلد، وتوجّه لقادة العدو بالقول: “لا تخطئوا التقدير ولا تراهنوا على الضغوط على شعبنا ولا تراهنوا على الإنقسام حول المقاومة في لبنان لأنه ليس بجديد”، لافتًا إلى أن “المقاومة فرضت على العدو الانسحاب في 2000 وسجلت عليه الانتصار في 2006 رغم الانقسام حولها”.
وشدد على أن “بيئة المقاومة هي أهل الصبر والتحمل وستكون دائماً في مواقع التضحية والصمود”، منوّها إلى أن “ما حصل بالأمس هو رد على الغارات الجوية فقط ولا علاقة له بالرد على اغتيال محمد قاسم طحان وعلى كامل محسن”.
ولفت إلى أن “أكبر حماقة سيرتكبها العدو الإسرائيلي هي الدخول في حرب جديدة مع لبنان، وأن الرد على الغارات الجويّة الصهيونية إن حصلت في أي مكان من شمال فلسطين المحتلة وخياراتنا مفتوحة.
وفضل نصرالله عدم الردّ على “أدعياء السيادة في لبنان الذين تباكوا بعد رد المقاومة فهذا جدال عقيم وكل حسم خياراته”.
وتوجه أخيرًا لأهالي شويا وحاصبيا: “لو كنا نستطيع أن نطال تلك المنطقة من القرى الشيعية وبيوتنا لفعلنا”.
تشكيل الحكومة
وأعلن أننا “ننتظر نتائج المحادثات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بشأن تشكيل الحكومة ولن نستبق الأمور، “إنتو ناطريو ونحنا ناطرين”.
وختم نصرالله كلمته قائلًا: “سنعبر كل شيء وهذه المحنة لن تطول ولن تبقى إلى الأبد”.