كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
أثار هجوم مجموعة منظمة من 15 شاباً على حسينية في بلدة علي النهري في البقاع الأوسط تعود للمرجع الشيرازي وإحراق “ديوان ومضيف أهل البيت”، عاصفة من الانتقادات والبلبلة والذعر في البلدة وفي منطقة البقاع، من أن تصل الأمور الى نهج الإقصاء والإحراق والإلغاء لأي حالة داخل الطائفة الشيعية وإن لم تكن سياسية، حتى وإن كانت دينية بحتة وتقوم بتوزيع مساعدات عينية على الاهالي والفقراء غير المحسوبين على الثنائي الشيعي.
هذا ما دفع العديد من المواطنين والفاعليات لرفع الصوت داخل الطائفة الشيعية، لتسجيل اعتراضهم على ما حصل، وليذهب البعض إلى تشبيهها بالأفعال “الداعشية”، وأن الإعتداء على الحسينية وحرق رايات الحسين في ذكرى كربلاء ليسا سوى دلالة على أن جهات “معروفة” لا تتحمل أي ثقافة فقهية مغايرة لها.
وما زاد الطين بلة أن القوى الأمنية والعسكرية في المنطقة لم تحرك ساكناً وكأن شيئاً لم يكن لتفتح تحقيقاً بالحادث، رغم أن المعتدين معروفون بالأسماء وبالصوت والصورة.
وفي تفاصيل الحادثة أن عملية احراق الحسينية حصلت عند صلاة الفجر، سبقها هجومان واحد بداية مراسم رفع راية “الحسين”، والثاني حين عادت المجموعة نفسها عند السابعة والنصف مساء وعملت على التضييق على طالبين من المشاركين، لنقل سيارتيهما من محيط الحسينية الى مكان آخر.
وعند صلاة الفجر أقدمت مجموعة على احراق الديوان والرايات، وبحسب فيديوات كاميرات المراقبة أن عدد الفاعلين 15 شخصاً جميعهم من الفئة العمرية اليافعة وانتماؤهم معروف.
وأوضح مصدر أمني لـ”نداء الوطن” أن مساء أمس الأول وخلال اتصال من مكتب “العلامة الشيخ محمد علي الفوعاني بوجود أشخاص يهددون ويجاسرون ضيوف الديوان والمضيف، انطلقت دورية الى المكان حيث اعترضتها مجموعة من الشبان ومنعتها من الوصول الى الحسينية، وتداركاً من تطور الأمور عادت الدورية الى مركزها، ليتفاجأ الجميع أن ديوان الحسينية تم حرقه فجراً، ومنعت دوريات قوى الأمن الداخلي من الوصول لمعاينة الحريق والتحقيق بالاسباب.
وأكد مصدر مقرب من “حزب الله” لـ”نداء الوطن” أن المراجع “الشيرازية” مخالفة لتعاليم أهل البيت، وأن الشيخ الفوعاني ومجموعته خارج اتفاق “الثنائي” الحزب والحركة، في تنظيم اقامة المجالس العاشورائية.
وفي هذا السياق وكيل المرجع الشيرازي الشيخ محمد علي الفوعاني، شرح لـ”نداء الوطن” ما حصل وما سبق العملية، وقال: “الفعل الذي حصل لم نر قبله الا من جماعة داعش”، واعتبرها حادثة كبيرة لها تداعيات في الوسط الشعبي الشيعي “لأن ثقافتنا يشهد لها التاريخ، نتحلى بالصبر دوماً، وبالأخلاق ونتأثر ونقتدي بالنبي محمد وأهله الطاهرين، كما لا نرضى أن نكون مكسر عصا”، وتابع: “تقدمنا بدعوى قضائية لأن المعتدين معروفون ولدينا صور، جميعهم محسوبون على حزب معين”، وأردف: “حقنا وحق الوقف والمرجعية والعمامة والراية لن نتركه من الذين فعلوا هذا، سنقتص منهم بالقانونين الشرعي والوضعي”، وأعرب أن هذا العمل المدان لم ير له البقاعيون مثيلاً في بيئة قضاء زحلة.
وشرح الفوعاني أهداف المرجعية وقال: “مرجعيتنا عالمية ممتدة في الشرق الأوسط، وأوروبا والهند وافريقيا والعراق وايران، تمتاز بعلوم الأخلاق وأنها لا تنحني لأحد، فالسيد الصادق حسين الشيرازي هو من أكثر الفقهاء في العالم، وحالياً هذه المرجعية ناشطة في شرائع أهل البيت فلا تختلف مع أحد ولا تسمع صوتاً الا صوت الشرع، ولها آراؤها الفقهية المطابقة لآراء جمهرة الفقهاء عند الشيعة، وقال: “الخلاف أن هناك مبحثاً فقهياً اسمه شورى الفقهاء، وهنا لا بد أن يجتمع الفقهاء المراجع ويتخذوا القرار بأجمعه، لا أن يكون صاحب القرار الواحد”.
وعما إذا اتصل أحد من قيادة “الثنائي” قال: “قيادة حركة أمل اتصلت وشجبت العمل واعتبرته عملاً مداناً من أي جهة كانت، فيما الحزب لم تبادر قيادته في البقاع الى ادانة هذا الفعل”.
وفي الختام، قال الفوعاني: “إننا مع الدولة وبسط سلطتها على كافة الأراضي، ومع هيبة الدولة لحصر كل فلتان أمني من أي جهة كانت، فلا صوت يعلو فوق صوت عدالة السماء”. وناشد الشيخ الفوعاني اللبنانيين جميعاً مناصرة المظلومين في الطائفة الشيعية لأن التعايش والتنوع داخلها أصبح ممنوعاً، رغم أن عملنا بحت ديني انساني وليست لنا علاقة بأي عمل سياسي.