كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز عربية”:
يعتري الخوف الشديد أما لبنانية يعاني ابنها من مرض السرطان، في ظل فقدان الأدوية التي تكافح هذا المرض الخبيث.
وتقول الأم، الذي فضلت عدم ذكر اسمها لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ابني مصاب بالسرطان وبسبب فقدان الأدوية والعلاج باتت زيارتنا الى المستشفى رهن الوقت وبدأ الذعر يدب في القلوب بينما الدولة في خبر كان”.
وحالة هذه الأم مجرد مثال واحد من آلاف الأهالي الذين أطلقوا نداءً عاجلا إلى السلطات في لبنان لتأمين الدواء الذي يعالج مرض السرطان، بعد أن نفد من المستشفيات.
أرقام مخيفة
ويحتل لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية.
وبحسب الصحة العالمية، فإن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني كل سنة
وقال تقرير سابق للمنظمة إن 17 ألف لبناني أصيبوا بالسرطان خلال عام 2018 فقط.
سبب المأساة
وتفاقمت معاناة هؤلاء مع اشتداد الأزمة الاقتصادية الطاحنة في لبنان، إذ بدأت أصناف عديدة من الأدوية ومن ضمنها تلك المخصصة لمكافحة السرطان تنفد من مستشفيات البلاد وصيدلياتها.
وتقول نقابة مستوردي الأدوية في لبنان إن السلطات لم تف بوعود قطعتها بدعم استيراد الأدوية، مما أدى عمليا إلى فقدان الكثير منها.
وانضم الأطباء إلى الأهلي في المطالب بتأمين الكميات المطلوبة من أدوية علاج السرطان، محذرين أن استمرار فقدانها سيؤدي إلى تقصير أعمار المصابين في أحسن الأحوال.
الموت أو نقص العمر
ويقول رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأميركية، البروفيسور ناجي الصغير، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “قد نواجه خطر تقصير أعمار مرضى السرطان والقلب والأمراض الجرثومية والأمراض المزمنة في لبنان بسبب انقطاع الأدوية المخصصة لمرضى السرطان”.
وأضاف الصغير، الرئيس المؤسس للجمعية اللبنانية لأطباء التورم: “انقطاع مثل هذه الأدوية قد يتسبب بعدم الشفاء أو ربما بتقصير اعمار المرضى على الأقل بين سنة أو ثلاث سنوات فبعد ان أصبحنا في لبنان نعالج مرضى السرطان بنسبة عالية جداً، والطبابة عندنا أصبحت من أعلى وأفضل المستويات العالمية، ها نحن الآن قد نخسر كل ما أنجزناه خلال العقود والسنوات الماضية”.
كميات الأدوية
ولفت الصغير الى ان “بعض العلاجات المناعية مقطوعة نهائياً وبعضها كاد ينقطع ، مما أجبر الأطباء على اللجوء إلى العلاج الكيميائي التقليدي، وهذا له مضاعفاته، الأمر الذي يعرض حياة المريض للخطر”.
وأوضح أن “حوالى 17 ألف مريض يكتشف إصابتهم بالسرطان سنويا في لبنان”، لافتا إلى أن أعداد المصابين تعد بعشرات الألوف وتتنوع الإصابات بمختلف أنواع السرطان.
وتابع: “في لبنان حوالى الـ40 بالمئة من النسوة المصابات بالسرطان يعانين من سرطان الثدي، أما بالنسبة الأكبر منن الرجال والشباب فيصابون بسرطان المثانة، كما يصابون بسرطان الرئة بسبب التدخين”.
ودعا الطبيب ناجي الصغير الجهات المعنية من وزراة الصحة والمصرف المركزي لاجتماع طارئ بحضور اطباء السرطان والمعنيين للإسراع في تأمين العلاجات المطلوبة، التي لم تعد سينفد بعضها بعد أيام والبعض الأخرى بعد 3 أشهر.
وتابع: “مرضى اللوكيميا (سرطان الدم) ستكون حياتهم بخطر إذا انقطع العلاج عنهم”.
وختم: “نخزن عادة معدات وأدوية سرطان تكفي لمدة شهرين أو ثلاثة، إلا أننا بحاجة دائمة إلى المزيد، ذلك أن هناك أدوية لم يتبق منها إلا القليل”.