يستمر أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت بتحركاتهم، طلباً للعدالة، وإظهار الحقيقة، وإسقاط كل الحصانات. وفي السياق، انطلقت أمس مسيرة من ساحة الشهداء بإتجاه مدخل رقم 3 لمرفأ بيروت تحت عنوان «كلنا ضحايا والمجرم واحد».
ولدى وصولهم إلى بوابة المرفأ، وقفوا دقيقة صمت على نية الضحايا والجرحى والمتضررين.
وفي كلمة للأهالي تلتها رئيسة «لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان» وداد حلواني، قالت فيها: «8 آب يوم العدالة لضحايا اجرام النظام في لبنان. انّه يوم للحزن، يوم للغضب، يوم للفعل من أجل إحقاق العدل، يوم للضحايا نتيجة الجرائم التي ارتكبتها مافيات السلطة في لبنان. هو يوم لوقف كرة الثلج الإجرامية التي تقتل وتجلب المرض وتسبب الإعاقة وتحرم الانسان في لبنان في بيئته وقوته وبيته واعماله، وتقضي على جنى عمره».
أضافت: «انّه يوم لضحايا الحرب، يوم لضحايا الاعمال التفجيرية، يوم لضحايا الصراعات السياسية المسلحة، يوم لضحايا الإخفاء القسري، يوم لضحايا الإهمال الاداري، لضحايا الإجرام البيئي، لضحايا القوانين غير المطبّقة، لضحايا غياب العدالة المستدامة والاحتكارات الممنهجة، لضحايا القمع والعنف الأمني، لضحايا تغيبب الحقوق الاجتماعية في الصحة والتعليم والسكن وفي الأسرة».
وتابعت: «انّه يوم نقف فيه بمواجهة الاستهتار، بمواجهة التستر المتعمّد عن كافة الجرائم الكبرى المرتكبة. انّه يوم للماضي والحاضر والمستقبل في بلد تحكمه زعامات وامراء حروب. امراء متحالفون على مصالح خاصة مشتركة لا يريدون محاسبة ولا مساءلة. 8 آب يوم للشارع، يوم للناس، يوم لنا جميعاً، يوم للوقوف جنباً الى جنب، للتقدّم سوياً في مسيرة العدالة للضحايا. انّه يوم نحمل فيه قصص من فقدنا وقصص ما فقدنا. يوم الخيار، انّه يوم العدل يوم الفعل».
وبعد الكلمة اكمل المتظاهرون المسيرة وسط قرع الطبول، وفي مسيرة صامتة الى ساحة موجودة في مار مخايل مواجهة للإهراءات التي دمّرها الانفجار. ولدى وصولهم، تليت الكلمات وعزفت موسيقى تكريمية لأرواح الضحايا.
«الجمهورية» التي رافقت الأهالي في المسيرة، أكّدوا لها أنّ تحركاتهم المتكرّرة من أجل لبنان، ولأنّ هذه الكارثة تعني الجميع، فهي لم تطل فقط الشهداء وأهلهم، ولو انّهم الأكثر ألماً جراء فقدانهم لأبنائهم، بل انّ جميع اللبنانيين معنيون بها، جميع اللبنانيين جُرحوا، نصف العاصمة تدمّرت، لذا نطالب بالعدالة وبرفع الحصانات وتطبيق القانون. نريد أجوبة عن كل الأسئلة.
أضافوا: «لا يضيع حق وراءه مطالب. لا ثقة بأحد وحتى بالمجتمع الدولي، يجب ان نستمر في التحرك، وان لا نسكت ونيأس، لأنّ اليأس يؤدي إلى موت بلد بكامله. هم يعملون على قتل لبنان. كلنا تأثرنا بوجع غيرنا. ومصاب الأمهات هو مصابنا».
والدة الطفلة ألكسندرا، قالت لـ«الجمهورية»: «نجتمع هنا، ضحايا الانفجار وضحايا الحرب، ضحايا المنظومة الفاسدة، تحت عنوان واحد، العدالة للجميع». وأكّدت الاستمرار في التحركات، ولو رفضت الدولة الاستجابة لمطالبهم، إلى حين تحقيق العدالة للشهداء، فهذا حقنا ولن نتنازل عنه».