لفت رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل إلى أنه “سألنا اسئلة محقّة في ملف انفجار المرفأ وردّة الفعل ادانت اصحابها”، مذكرًا ”حزب الله انه قام بـ7 أيار بسبب اقالة رئيس امن المطار والحزب لا يمكن ان يقول انه ليس موجودا في المرفأ ويجب سؤال الحزب واستدعائه الى القضاء اسوة بغيره”.
وقال الجميل في حديث لـ”LBCI” أنه “لم اتهم حزب الله بل سألت أسئلة مشروعة ودعيت القاضي لاستجواب السيد حسن نصرالله لأنه رأس الهرم في حزب الله”، معتبرًا أن “لا مبرّر عندما تكون قادرا على استجواب رئيس حكومة ان لا تستدعي رئيس حزب يفترض ان يكون مواطنا لبنانيا”.
واضاف أنّ “كل الشركات التي تعمل في المرفأ تتحدث عن خط عسكري لحزب الله في المرفأ وهذا بعلم الجميع، وفي ذكرى 4 آب نحن اهل ضحايا وذهب لنا ضحايا في الانفجار ونصرّ على معرفة الحقيقة”، لافتًا إلى أن “السيد نصرالله مارس بالامس ضغوطا على القاضي بيطار ولن اقول تهديدا ولكنه رسم له حدود ما يجب ان يقوم او لا يقوم به”.
واوضح الجميل “مقهورون انه على ايام بيار الجميل وانطوان غانم ليس لدينا اي خيط في الملف، بالمقابل في موضوع المرفأ هناك الكثير من الخيوط والادلة وان توفّرت النية يمكن الوصول الى نتيجة”.
وسأل “كيف وصلت النيترات ولماذا؟ وكيف حصل الانفجار؟ من حقنا كشعب ان نأخذ اجابات على هذه الاسئلة”، لافتًا إلى أنه “كيف خرج اكثر من 2000 طنّ من النيترات من المرفأ ومن سمح بخروجها؟ خاصة أن البراميل التي كانت ترمى على الشعب السوري هي براميل نيترات”.
واعتبر أنه “ان لم يغيّر انفجار المرفأ مسار البلاد ما الذي سيغيّره، ونحن استقلنا من مجلس النواب لنؤكد على الحد الفاصل بين ما قبل 4 آب وما بعده”، مش إلى أن “حزب الله ومجموعته يملكون الاكثرية وبامكانهم ان يشكلوا اكثرية “فيك وبلاك” ومجلس النواب عقيم منذ ما قبل خروجنا ولو رأينا عكس ذلك لما كنّا لنخرج”.
الى ذلك، رأى انه “يجب الضغط على النواب بطريقة فردية لإسقاط المجلس وعندها تسقط معه الحصانات. إن لم يرغب حزب الله برفع الحصانات فلن تُرفع، وإلا سيجدون مع بري تركيبة وسيتم توزيع الادوار ليمرّر الامر بطريقة “معلّبة”.
وشدد على اننا “لن نقبل بتمييع التحقيق في جريمة تفجير 4 آب ولن نخضع للأمر الواقع. نحن مع مواصلة المسار القضائي البحت والضغط على الدولة من قبل المجتمع الدولي واللبنانيين. المعركة طويلة ومنظومة المافيا والميليشيا تسيطر على كل الامور وما نقوم به اليوم هو مقاومة سلمية.”
ولفت الجميل الى انّ “حزب الله يتصرّف خارج إطار الدولة والدستور والقانون ويتعدّى على الدولة ومقوّماتها، وعلى الناس أن يفهموا أنّ مشكلتهم ليست مع بعضهم البعض بل ضد كلّ من يرفض قيام دولة.”
كما اشار الى انّ “هناك مجموعات تتحرك وتتدعي انها في الجو التغييري والمعارض وتعمل على منع توحيد الجهود في الانتخابات من خلال التشويش والتخوين والمواقف العبثية. تم افتعال المشاكل في 4 آب وكأنّ هناك من يحاول التشويش على هذا اليوم وخلق تشنجات لابعاد الناس عن بعضهم البعض.”
وأردف: “المطلوب من اللبنانيين التحاور والاتحاد في مرحلة أولى للتخلص من المنظومة المدمّرة وفي مرحلة ثانية حزب الله الذي ينمي التشنج الطائفي وعندما نصل في الانتخابات المقبلة الى مجلس نيابي جديد نعقد مؤتمر مصارحة ومصالحة.”
واعتبر انّ “المجتمع اللبناني اليوم في مرحلة تحول لتبني ثوابت سيادية موحدة بوجه حزب الله، وعلينا جميعا تسهيل المهمة. المشكلة والمواجهة وطنية وليست طائفية والمطلوب لقاء وطني لبناني يضم أشخاصًا من كل الطوائف لمواجهة مخطّط وضع اليد على البلد”.
وسأل: “هل تعطيل الانتخابات الرئاسية سنتين ونصف حلال وما يحصل اليوم حرام؟ الرئيس يفترض ان يكون مؤتمنا على اول جملة من الدستور وهي سيادة الدولة قبل الالتفات الى المواد الاخرى وأحيل هنا الى حادثة الصواريخ.”
كما أكد الجميل انّ “الشعب اللبناني رهينة بيد ميليشيا مسلّحة ومافيا سياسية ركّبت الحكومة والمجلس النيابي، وهما مسؤولان عن الوضع الذي وصل اليه البلد اليوم.”
ولفت الى انّ “كلام البطريرك سيادي فهو قال ان على الجيش ان يدافع عن لبنان وهو يتحدث عن تطبيق الدستور، وكل كلامه كان عن تطبيق الدستور مثل قرار السلم والحرب بيد الدولة. ما يحمي لبنان هو تماسك الشعب وثانيا جيشه وثالثا ديبلوماسيته.”
واضاف انّ “نصرالله قال أمرًا خطيرًا أمس وقد برّر قصف إسرائيل من منطقة درزية، فهذا منطق تقسيمي. لا يحق لأحد أخذ لبنان رهينة وأن يُقرّر عنّا مستقبلنا وإن كنّا سندخل في حرب أو لا فالوحيد المخوّل هو الشعب اللبناني من خلال المؤسسات الرسمية.”
وتابع: “البطريرك الماروني رجل وطني يتحدث كلاما وطنيا، وجماعة الاغتيالات والانقلابات ليست هي من تنظّر على البطريرك الماروني وهذا الترهيب الفكري لن يُركع بكركي ولا البطريرك ولا نحن”.
وشدد على انّ “ما ينطبق على رئيس الحكومة ينطبق على رئيس الجمهورية في موضوع انفجار المرفأ ولا يجب ان يكون هناك أحد مستثنى.”
وتساءل: “حزب الله تفاوض مع اسرائيل لاسترداد أسراه واليوم الدولة تتفاوض من أجل حدودها ويجب حلّ مسألة اللاجئين الفلسطينيين وضمان حماية الدولة اللبنانية ولكن لا مصلحة للبنان ان يبقى بحالة حرب واسرائيل بحالة سلم وتقوي اقتصادها.”
كما اشار الى انّ “حزب الكتائب يضع كل طاقاته وقوته في محاولة إنقاذ هذا البلد وبناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني بناءً على تجربته والخبرة التي يملكها وقد وضعها بتصرف مشروع سيادي وتغييري.”
ولفت الى انّه “لدينا قناعة بأن تحوّلًا حصل لدى الشعب اللبناني، ففي كل المناطق هناك أشخاص لديهم القناعات نفسها ويفكرون بالطريقة نفسها التي نفكر بها وهذا الأمر بدأ منذ 17 تشرين.”
وقال: “كوّنا إطارًا تنسيقيًا للعمل معًا والتفكير سويًا والنضال لتوحيد كل من يؤمن بـ3 نقاط: لديه موقف سيادي ورافض لوجود اي سلاح غير شرعي، مواجهة منظومة التسوية وهي حليفة حزب الله ومحاولة ايجاد بديل عنها، وثالثا المقاربة الوطنية العابرة للمناطق والطوائف.”
واوضح الجميل انّ “هناك رغبة عند جزء كبير من اللبنانيين بخلق قوة سياسية نيابية مستقلة عن المنظومة وبضخ نَفَسٍ جديد، واليوم علينا تقديم خيار جدّي وإطار واضح وأن نُطلّ على الشعب بوحدة صف ورؤية واضحة وتقديم بديل للّبنانيين.”
ورأى انّ “أي تركيبة ناتجة عن هذه المنظومة لن تعطي نتيجة لأن المشاكل هي نفسها وعدم الإرادة في الإصلاح أيضًا، الحكومة هذه تمرير للوقت والاصرار على الداخلية سببه أن الحكومة ستُدير الانتخابات.”
واشار الى انّ “أي نقاش حول تطوير النظام يجب أن يكون مبنيًا على منطق التعدّدية والمواطنة. بعد الانتخابات يجب فتح حوار في المجلس لمناقشة المواضيع الأساسية كمشكلة السلاح وموضوع النظام.”
واردف: “أنا نادم على كل التضحيات التي قدّمت من الـ2005 الى 2015 ومن ضمنها دماء بيار الجميّل وأنطوان غانم. نحن ضحّينا حتى لا يصل أخصامنا الى الحكم فاستيقظنا على تسوية بين الجميع”.
وختم الجميل: “هناك ثقة فُقدت ونحن نبرهن بالأفعال أنّ كل ما نقوله نفعله، أريد أن اقدّم للشعب اللبناني من خلال أهم حزب وأكثر حزب قدّم تضحيات للبلاد، نموذجًا جديدًا في العمل السياسي في هذا البلد.”