كتبت باتريسيا جلاد في “نداء الوطن”:
باتت صهاريج المازوت التي تجول في المناطق اللبنانية تحتاج الى مواكبة أمنية، نظراً الى اعتراض طريق عدد منها خلال رحلتها الى المناطق البعيدة من قبل بعض المواطنين لشراء المادة المنقولة على متنها وإفراغها عنوةً، نظراً الى ندرتها وعدم توفّرها في البلاد. هذا الأمر دفع شركات توزيع المازوت الى الإحجام عن التوجّه الى إحدى المحطات التي تغذي منطقتي البيرة منجز فقط في عكار، ما أدّى الى انقطاع الإنترنت فيها، كما اوضح وزير الإتصالات طلال حوّاط لـ”نداء الوطن”، لافتاً الى أن “الإنترنت لم ينقطع في منطقة الشمال بأكملها كما تردّد”.
وعن توقف الانترنت في طرابلس أيضاً، أكّد حواط أن “السبب يعود الى تعطّل أحد المولدات في سنترال البحصاص فتأثرت المناطق التي تتغذّى منه، وبالتالي الإنقطاع جاء نتيجة عطل تقني”، علماً أن الأعطال التقنية تكثر بأيامنا هذه بسبب الإنقطاع شبه الدائم للكهرباء وتشغيل المولّدات لأكثر من 20 ساعة بدلاً من 8 و 10 ساعات.
وانطلاقاً من مندرجات المعطيات المذكورة في تلك المناطق، “لا يعني عدم توفّر الإنترنت في بعض المناطق إطلاق العنان لبدء أزمة إنترنت شاملة في البلد ككل”، كما أكّد حوّاط. لافتاً الى أن “الوزارة تعمل بكل طاقتها لتأمين المازوت وإصلاح الأعطال التي تطرأ استمراراً لخدمات الإتصالات”. واذ لم ينف وجود خطر انقطاع الإنترنت، أكّد أن هذا الأمر مرهون بتوفّر مادة المازوت والكهرباء”، لافتاً الى أن “الوزارة تعمل بكل طاقاتها لتوفير المازوت قدر الإمكان”.
بدوره أكد مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية لـ”نداء الوطن” أنه “لا انقطاع للإنترنت طالما الكهرباء موجودة، لكن في حال عدم تواجد المازوت نهائياً، فالعوض بسلامتنا بكل القطاعات وليس الإتصالات والإنترنت فحسب”. ولفت الى أن “ما يحصل في الشمال لا يعود الى انقطاع المازوت من الأسواق، بل الى عدم قدرة “اوجيرو” مثل شركات الخلوي على تزويد المحطات بالمازوت خشية من مصادرة الصهاريج”.
وفي ما يتعلق بالأعطال التقنية التي تحصل في “أوجيرو”، قال كريدية: “عمندبّر حالنا”، وأضاف: “الوضع صعب ولكن علينا أن نجد قطع غيار وننجز التصليحات خلال فترة زمنية قصيرة، والأمر وقف على مدى قدرتنا على استيراد قطع غيار من الخارج”.
وفي منطقة تنورين شكا الأهالي من انقطاع الإتصالات فيها أيضاً، اما السبب استناداً الى حوّاط، فيعود الى “عطل طرأ إثر أعمال حفريات فتقطعت كابلات الفايبر ويتمّ العمل على إصلاحها”، علماً أن بعض المحطات يعمل على الطاقة الشمسية، وما إن تفرغ البطاريات حتى تتوقف وسائل الإتصالات ومعها الإنترنت بانتظار إعادة تشريجها”.
ومثلها مثل سائر القطاعات والوزارات تواجه “الإتصالات” صعوبات عدة، للمحافظة على توفير وسائل الإتصالات وتحديداً الإنترنت، بحيث أوضح حوّاط أن الصعوبات عديدة، فالى العمل على تأمين المازوت وفتح الإعتمادات، هناك أيضاً مسألة نقل تلك المادة الى المحطات وعدم تمكنها من الوصول الى مقصدها، وتأمين قطع الصيانة للأعطال التي تطرأ. ويضاف الى كل ذلك طلب مالك العقار الذي وضعت محطة الإرسال على أرضه أو سطح مبناه قيمة الإيجار بالدولار نقداً، تحت طائل منع فريق “الإتصالات” من الدخول الى المحطة ما سيؤدي إلى توقف العمل، فضلاً عن السرقات التي تحصل للكابلات وكلفة تصليحها.
من هنا اعتبر حواط أن البلاد في حالة طوارئ اليوم، ولا يمكن الشروع بمشاريع جديدة لعدم توفّر الأموال. أما عن ايجاد الحلول البديلة لتفادي انقطاع الكهرباء أو الإنترنت، فأكّد أن “استخدام الطاقة الشمسية أو اي وسيلة أخرى لتوفير المازوت شأن وزارة الطاقة وليس الإتصالات”.