كتبت أسرار شبارو في صحيفة “النهار”:
من جديد، السلاح المتفلت يتسبّب بمأساة للّبنانيين؛ هذه المرة كُتب على عائلة قدور أن تدفع ثمن ما ارتكبته أيدي زعران، أطلقوا النار من دون أيّ اعتبار لحياة وصحّة الناس، حيث أصابوا ابنها الشاب أحمد في ظهره، ليبدأ معاناته ورحلة علاجه ومحاربته الشّلل.
رصاصة غادرة
عند الساعة العاشرة من ليل السبت الماضي، خرج أحمد (24 عاماً) من منزله في العيرونية ليسهر مع أصدقائه في أسفل المبنى الذي يقطنه. كان صوت الرصاص بعيداً. وحين أدار ظهره، شعر بأن شيئاً ما أصابه، فاعتقد للوهلة الأولى أنّها ذبحة قلبية، قبل أن يرى صديقه الدم يسيل من ظهره. سارعوا به إلى المستشفى لتتّضح الكارثة. رصاصة غرزت في ظهره، فجعلته عاجزاً عن الشعور بقدميه، وكأنّ جسمه منفصل عن بعضه. وبحسب ما قال والده إسماعيل لـ”النهار” “هو الآن يرقد على سرير المستشفى بعدما تمّ نزع الرصاصة. طلب الأطباء مغادرته إلى حين التمكن من إجراء صورة له، لأن بقعة الدم، التي خلّفها الجرح، لا تزال تحول دون إجرائها. من هنا، يحتاج إلى ما بين 10 و15 يوماً لنعاود رحلة العلاج”.
أيّ مهزلة هذه؟
أيّ كلمات يُمكن أن يقولها الوالد المفجوع، الذي كان ينتظر أن يزفّ ابنه إلى عروسه بعد شهرين، وإذ كلّ شيء يتغير، بعدما داهمهم كابوس عدم قدرة أحمد على الوقوف من جديد والعودة إلى حياته الطبيعية، بعد أن كان شاباً مفعماً بالحياة، إذ يقول إسماعيل: “هل علينا أن نشكر الدولة التي لم تضع حداً للسلاح المتفلّت، الذي قضى على حياة عدد كبير من اللبنانيين، وأجبر بعضهم الآخر على ملازمة الفراش بقيّة العمر؟ أيّ مهزلة هذه أن يبقى السلاح منتشراً في أيدي الزعران يُطلقون النار متى وكيفما شاؤوا؟”.
لائحة تطول
ما حصل مع أحمد ابن بلدة كفربنين في الضنية واجهته الطفلة سهيلة الكسار في شهر حزيران الماضي. فابنة بلدة ببنين عكار أصيبت برصاصة طائشة اخترقت عمودها الفقري. يومها، كانت سهيلة تشتري المثلّجات عندما أُصيبت بالقرب من منزلها، لتقاوم الشلل في أحد مستشفيات الأردن، التي نُقلت إليه لمتابعة علاجها. كذلك دفعت الطفلة تايونا الصراف، ابنة بلدة منيارة – عكار، حياتها قبل أيام نتيجة رصاصة طائشة لم تترك لها مجالاً لمقاومة الموت.
لائحة ضحايا الرصاص الطائش والسلاح المتفلّت تطول في لبنان، فإلى متى ستبقى حياتنا وصحّتنا رهينة الزعران؟