Site icon IMLebanon

بعد هذا التاريخ… لا دعم ولا من يدعمون!

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

اكثر من استحقاق ينتظر اللبنانيين خلال شهر آب الحالي، يتقدمها توجه الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات وتحرير سعرها لتصبح بسعر الدولار في السوق الموازية، ما يعني ارتفاع سعر صفيحة البنزين الى نحو 300 ألف ليرة وبالتالي ارتفاع أسعار السلع كافة.

ورغم الاحداث التي وقعت اخيراً في الجنوب وخلدة، الا ان الاستحقاق الاقتصادي يتقدم كل الهموم عند اللبنانيين، والذي يبدو انه سيكون أكثر لهيبا من حرارة أغسطس مع اقرار المصرف المركزي والسلطة استحالة الاستمرار في سياسة الدعم، والتوجه الى رفعه خصوصا في مادة البنزين المفقودة او الشحيحة في السوق، ما سيؤدي الى تسعيرها وفق السوق السوداء.

وأفادت مصادر نفطية بان رفع الدعم عن المحروقات مسألة ايام، وحسمه سيبت بعد وصول باخرتين محملتين بالبنزين المدعوم ما بين 12 و15 آب، و«بعد هذا التاريخ لا دعم ولا من يدعمون»، متوقعة أن يصبح سعر الصفيحة بين الـ13 والـ15 دولاراً وفقاً لسعر الصرف في السوق الموازية.

وتفاديا لان يلتهب الشارع مجددا وفق هذه الأسعار، تعمل رئاسة الحكومة على مشروع لمساندة المواطن ويقضي بإعطاء كل عائلة بين ٤ و٥ صفائح بنزين مجاناً. أما السائق العمومي فيستفيد من ٨ صفائح أيضاً مجاناً. على ان يصبح باقي مصروف الافراد من المحروقات وفق سعر صرف الدولار.

أمّا على صعيد المازوت فالتوجّه هو استثناء المستشفيات والأفران من رفع الدعم لتجنّب رفع سعر الخبز ومشتقاته والطبابة.

وكانت مادة المازوت الحيوية والاساسية نفدت من السوق اللبنانية، ما يهدد القطاعات كافة التي تعالت صرخاتها مهددة بالاقفال بدءاً من المستشفيات وصولا إلى خدمة الانترنت مروراً بالمصانع والافران والمولدات.

وفي ما يتعلق بمادة الغاز، اكد نقيب العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون أن مخزون الغاز يكفي لاسبوع واحد فقط، لافتا الى ان هناك باخرة تنتظر فتح الاعتمادات من المصرف المركزي.

في واقعة مأساوية يخشى من تكرارها في القادم من الأيام مع انزلاق الاوضاع المعيشية اكثر فأكثر نحو الهاوية، شهدت منطقة الشمال سقوط 3 قتلى صباح الاثنين، إثر إشكالات على أفضلية الحصول على مادة البنزين.

وتسبب سقوط هؤلاء الضحايا بغضب شعبي كبير في طرابلس والضنية، وتحول تشييعهم الى تظاهرة سخط وغضب بوجه السلطة، وعمد بعض المشاركين في التشييع لاطلاق الرصاص بالهواء، ما أدى الى سقوط جرحى.

أما على الصعيد الحكومي، فلا خيار سوى التأليف او الاعتذار، لأن الوضع لا يحتمل المماطلة واهدار المزيد من الوقت وفق رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الذي أعلن قبل أيام ان الأمور بخواتيمها التي ستنجلي في لقاء مرتقب اليوم مع رئيس الجمهورية.

أمنيا، سيكون لبنان على موعد مع التجديد لليونيفيل في مجلس الأمن والذي يأتي في اعقاب سلسلة من الاشتباكات بين حزب الله واسرائيل.

وإزاء هذه الملفات الداهمة، تسود اجواء في لبنان كالتي سادت عام 2004 عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الذي دعا إلى حصر السلاح بيد الدولة، ويبدو ان السجال الحالي سيتفاقم، لاسيما مع اعلان وزارة الخارجية الأميركية أمس فرض عقوبات جديدة على حزب الله وكيانات لبنانية، وفصائل أخرى عراقية موالية لإيران واتهمتها بخرق حظر أسلحة الدمار الشامل بإيران وسوريا وكوريا الشمالية.

في المقابل، يتقدم حزب الله مستخدما جميع أوراقه، من قضية انفجار مرفأ بيروت الى الملف الحكومي، وليس أخيرا في توظيفه الساحة اللبنانية ورقة إيرانية على طاولة المفاوضات النووية.

وإزاء تصاعد الأصوات الاعتراضية على سياسة حزب الله، على المستوى الشعبي، كما أظهرت حوادث خلدة وشويا، وعلى مستوى القيادات الروحية والسياسية، التي يتقدمها البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي شجب هيمنة حزب الله على قرار السلم والحرب ومحاولة توريط لبنان في حروب مدمرة، ناسفا معادلته الثلاثية «جيش شعب مقاومة»، استنفر حزب الله جمهوره ومناصريه في محاولة لاسكات هذه الاصوات متهما إياها بالخيانة والعمالة.