في محطة هي السابعة في اطار مشاوراته لتشكيل الحكومة، يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا بعد الظهر لوضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حصيلة اتصالاته مع القوى السياسية والانطلاق منها لازالة المتاريس التي تعترض المسار الحكومي مع حلول الذكرى الاولى لاستقالة حكومة الرئيس حسّان دياب من دون تشكيل ودخول البلاد في فراغ حكومي قاتل قاد الى انهيار، لم تشهد له البلاد مثيلا في تاريخها الحديث.
أوساط متابعة لملف التأليف تؤكد لـ”المركزية” ان لدى الرئيسين عون وميقاتي رغبة جدية في بلوغ خط النهاية السعيدة واصدار مراسيم التشكيل في اسرع وقت. رغبة يشاطرهما اياها حزب الله الذي سلّم الشأن الحكومي للرئيس نبيه بري وفوّضه المتابعة لعدم التدخل مباشرة الا اذا اقتضت بعض التعقيدات مع قوى سياسية حليفة لتسهيل الولادة حيث اثبتت التجربة تكرارا انه حينما يريد الحزب ويتدخل تتذلل كل العقد والعقبات.
وتكشف ان الرئيس ميقاتي يجمع نقاط الخلاف والتباعد في لائحة واحدة ليبحثها دفعة واحدة وليس بالتقسيط في لقائه اليوم مع رئيس الجمهورية مما يسرّع هذا المسار ويقلّص الوقت باعتبار ان هامش المسافة الزمنية ليس متاحاَ ولا مريحاَ لتشكيل “على الرايق”. ويتركز الجهد على حصر التباعد الى الحد الاقصى بين الرئيسين في مقاربة الملف.واذ تقرّ المصادر ان الطبخة لم تنضج بعد والبحث يتقدم ببطء، توضح ان التيار يطالب تعويضا عن رفض المداورة وتمسك الشيعة بحقيبة المال والسنة بالداخلية بعدد من الحقائب الخدماتية الوازنة كالشؤون الاجتماعية (بسبب البطاقة التمويلية–الانتخابية وفق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط) والتربية والصحة وغيرها اضافة الى الحقائب التي كانت للتيار في الحكومة المستقيلة لا سيما الطاقة.
وفيما تحاذر المصادر المغالاة في التفاؤل، تعرب عن اعتقادها بأن الايام العشرة المقبلة حاسمة لجهة التشكيل او الاعتذار، لان الرئيس ميقاتي ليس في وارد اجتياز المسافات الزمنية على غرار الرئيس سعد الحريري والسفير مصطفى اديب، فظروف البلاد لا تسمح ولم تعد تحتمل المزيد من المماطلة في الملف الحكومي.
وتوازياً، تشير اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ”المركزية” الى ان الحكومة العتيدة ستبصر النور قبل نهاية الشهر الجاري وان الحزب مستنفر للمساعدة فيما لو طلب منه احد الرئيسين عون او ميقاتي، ولذلك كان كلام امينه العام السيد حسن نصرالله في اطلالته اخيرا ان التشكيل يتم بين الرئيسين، اللذين ابلغهما الحزب كما ابلغ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان تشكيل الحكومة بات ضروريا لمواجهة الضغط الشعبي على مساحة البلاد، وخصوصا في البيئة الشيعية المتململة ازاء حال الانهيار التي وصلت اليها البلاد.
هذا الموقف، تؤكد اوساط سياسية انه تم ابلاغه ايضا الى الجانب الفرنسي الذي يتواصل مع قوى سياسية شاركت في اجتماع السفارة في بيروت من بينها حزب الله وقد اكد انه يريد تشكيل الحكومة ومستعد للمساعدة حيث يجب، وان الامور اذا سارت وفق هذه الرغبة فإن البلاد ستشهد في وقت غير بعيد ولادة الحكومة الميقاتية.