كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
سؤال مشروع بعد ان ظهر راس الكنيسة المارونية في لبنان كمحرض للجيش اللبناني ضد المقاومة… ليس البحث اليوم حول خلفيات التصريح الخطير للراعي الذي وصفته قيادات من الصف الاول في محور المقاومة بانه تجاوز فاضح لكل الخطوط الحمر الوطنية ولم يعد مجرد تعبير عن الانقسام اللبناني حول دور واداء المقاومة الذي رافق انطلاقتها حتى يومنا هذا ، ولكن البحث الحقيقي يتمحور حول الاتي:
اولا: هل تصريحات الراعي تخدم المسيحيين ووجودهم في لبنان وتعكس توجه الفاتيكان، الذي تؤكد معلومات موثوقة انه لا يوافق على اسلوب الراعي الاستفزازي في التصريحات والتعاطي مع الافرقاء اللبنانيين. وتضيف المعلومات ان الفاتيكان يؤيد ويدعم طرح «الحياد» ولكنه ارسل تنبيهات اكثر من مرة للراعي بضرورة مراعاة التعايش الوطني اللبناني وتحويل بكركي الى صرح جامع، محذرا من ان خلافاتها مع اي مكون لبناني سوف تؤثر سلبا على وجود المسيحيين ومصيرهم ودورهم في لبنان.
ثانيا: هل الحياد الذي يبحث عنه الراعي هو سكوت المقاومة عن الاعتداءات الاسرائيلية على اراض لبنانية؟
ثالثا: لماذا لم يتبع الراعي الحياد في التعليق على مجريات الاعتداء الاسرائيلي ورد المقاومة عليه بدل ظهوره كمدافع عن حقوق العدو، والاخطر كمحرض على الفتنة بين الجيش والمقاومة؟
رابعا : اذا كان الراعي حريصا على لبنان والسلم الاهلي والوطني كما يدعي، فهل ما قاله يخدم هذا الهدف، وهل الوقت الان مناسب لتصريحات بهذه الخطورة وهو يعلم اكثر من غيره دقة المرحلة التي يمر بها لبنان.
ربما لم يعد هناك في محور المقاومة من يشك للحظة بان المسيحيين في لبنان الذين يمثلهم الراعي ومثلهم لبنانيين اخرين يساهمون بطريقة او باخرى في الحرب التي تشن على لبنان، وفي هذا السياق، اوضحت المصادر، انه بعد فشل العدوان الاقتصادي والسياسي، بتنا اليوم امام العدوان الامني الذي ينفذ بأياد لبنانية من الفتن المتنقلة الى تشريع العدوان الاسرائيلي وشجب الرد الشرعي عليه.
وهنا لا بد من تذكير الكنيسة المارونية في لبنان بأن افعالها لا تخدم المسيحيين وهي دعوة صريحة وواضحة الى الفوضى التي يبحث عنها العدو وحلفائه الدوليين لتوطين الفلسطينيين وتغيير الهوية اللبنانية وتهجير المسيحيين، ونقطة على اول السطر.
ثمة قائل من محور المقاومة، ان حزب الله التزم حتى الان الصمت وارتاى عدم التعليق على كلام الراعي من باب الحفاظ على السلم الاهلي والعيش المشترك، ولكن السؤال، هل يطول صمت الحزب ؟
هنا، اعتبرت مصادر في الثنائي الوطني انه اذا قررت قيادة حزب الله الرد على تصريحات الراعي فسوف يكون ذلك بشكل رسمي وعلني.
وقالت المصادر، ان الوقت الان غير مناسب للدخول في صراعات جانبية رغم خطورة ما يقوله ويفعله البعض، وان المرحلة تقتضي من الجميع التحلي بالمسؤولية والعقلانية وعدم شحن النفوس والتورط في تأجيج الفتنة وهز الاستقرار والسلم الاهلي والعيش المشترك، وإن كان الراعي قد أخطأ بالكلام وبالتوقيت.