عقد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق في مكتبه في القصر البلدي، مؤتمرا صحافيا في حضور عدد من أصحاب المولدات ولجنة حقوق طرابلس ولجان الأحياء في المدينة، خصصه للحديث عن مشكلة انقطاع الكهرباء.
وقال: “تعيش طرابلس في ظل الايام العصيبة أوضاعا مأساوية، تنذر بمخاطر جمة جراء الانقطاع المتواصل للكهرباء من الدولة ومن مولدات الاشتراكات التي يتجاوز عددها في المدينة 500 مولد، جراء انقطاع مادة المازوت. وللأسف نحن نرفع الصوت ونعاتب لاننا رأينا ان الكهرباء والمازوت متوفر في بقية المناطق اللبنانية، وعتبنا كبير كوننا اتبعنا كل الأطر القانونية المطلوبة، وذهبنا مع وفد كبير من كل فاعليات المدينة الدينية والسياسية والنقابية والاجتماعية والاهلية على رأسه سماحة المفتي الشيخ محمد إمام، الى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، وتم الإتصال بوزارة الطاقة حيث قدمنا كل المعطيات ومطالب وحقوق طرابلس من المازوت، وشرحنا حجم المأساة التي يعيشها شعب طرابلس جراء انقطاع الكهرباء، لكن مع الأسف مرت ايام وايام، فطلبوا أسماء أصحاب المولدات والمشتركين وحجم الكمية، فلبينا وسلمنا كل الأمور المطلوبة”.
وأضاف: “تفاجأنا اليوم، بأن مصفاة طرابلس سلمت اكثر من مليون ليتر مازوت للتجار مخصصة لمناطق خارج طرابلس، ولم نعرف ان سلمت المصفاة اي كمية للمدينة، وكان الإتفاق مع الوزارة ان يكون الإشراف على توزيع حصة المدينة من المازوت من خلال بلدية طرابلس. نحن لا نريد استلام المازوت كما يظن البعض لكن يكون لنا الإشراف مع قيادة الجيش اللبناني وتحديدا مع المخابرات، لكي نعرف حجم الكمية التي دخلت الى طرابلس ومن تسلمها من أصحاب المولدات وعندها يمكن مراقبة من يطفىء مولده بحجة عدم توفر المازوت فنكون نحن والمواطن على بينة، نحن ننقل المعلومات الصحيحة للمواطن بشفافية، وكل هذا الاتفاق لم ينفذ منه شيئا”.
وتابع: “نحن نرفع الصوت وسنكون الى جانب اهلنا وشعبنا وتحديدا في المناطق الشعبية التي تعاني الأمرين، معظم مرضانا يعانون أوضاعا صعبة ومأساوية ولا يمكنهم الحصول على الاوكسجين والأدوية، إضافة الى النقص في المواد الغذائية وحاليا نقص في الكهرباء، والناس ينامون في العراء، والسؤال: ما هو المطلوب منا كشعب طرابلس؟ نحن نعيش في مدينة فيها شركة كهرباء ومصفاة نفط تمر من خلالها كل كميات المازوت على كل المناطق، والقاعدة تقول المياه لا تمر على عطشان، ولن نرضى ان يمر المازوت من طرابلس والمدينة تعاني نقصا في هذه المادة وانقطاع الكهرباء”.
وأردف: “يقولون اننا نعطي كميات كبيرة للتجار في طرابلس، وهذا يثبت تواطؤ المسؤولين في الوزارة والمصفاة مع التجار لان المطلوب من هؤلاء المسؤولين اشراكنا في الإشراف لمعرفة من هم التجار بالأسماء الذين اخذوا حصة طرابلس ولم يسلموها الى أصحاب المولدات في المدينة ويمكن ان تكون بيعت في السوق السوداء، وعندها على البلدية محاسبة كل تاجر يحرم اهل مدينته من اهم اسس مقومات الحياة، وذلك من خلال نشر أسمائهم للناس لتتم محاسبتهم من الشعب إذ أننا لا نملك سلطة على التاجر حول كيفية بيعه بضاعته، وهذا الأمر لا يمكن الرجوع عنه”.
وقال: “نتمنى على المسؤولين العمل بمضمون هذه الصرخة، لا يمكن لثاني اكبر مدينة في لبنان ان تعيش بدون كهرباء، وللأسف نحن نعرف ان هناك تجارة السوق السوداء على عينك يا تاجر، مادة المازوت يتم تهريبها ولا تدخل الى المدينة وباسم المدينة تتم المتاجرة. من هنا يحق لنا القول ان الكل مشارك في حرمان طرابلس من خلال المشاركة بهذه التجارة بل بهذه الجريمة، لن نرضى، ونقول لا تجبرونا على القيام بأعمال غير مطابقة للقانون، نحن نعمل تحت سقف القانون ونحن مع الجيش والجيش معنا ودائما هناك تنسيق دائم مع قيادة منطقة الشمال العسكرية ومع قيادة المخابرات في طرابلس والشمال. لذلك اتمنى على المسؤولين اخذ الكلام بالاعتبار وعلى محمل الجد، وتقع على عاتقهم كل مسؤولية قد تحصل جراء اغفال مطالب وحقوق طرابلس، وكل دم يقع في طرابلس هم مسؤولون عنه، لا يمكننا ضبط الشارع الذي يرى حقوقه مهدورة”.
وأضاف: “أنا رئيس بلدية وليس لدي قوة ضاربة، وحتى القوة الضاربة لا تستطيع منع الفقير من المطالبة بلقمة عيشه، كاد الفقر ان يكون كفرا، ولو كان الفقر رجلا لقتلته، وهذا الكلام يقال انه لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومع الأسف في المدينة الكثير الكثير من الفقراء، لا نريد منهم حمل السيوف”.
وردا على سؤال عن هوية التجار الذين تسلموا المازوت والجهة السياسية التي يتبعون لها، والاجراءات الوقائية التي تحد من انفلات الشارع وتمنع وقوع الخضات الأمنية والجهة المخولة التي يمكنها رفع الصوت لتصحيح الخلل؟ قال يمق: “نحن أخذنا ضمانة من مستشار وزير الطاقة، بعد تقديم أسماء أصحاب المولدات وعددها والمشتركين لتسليمهم المازوت بإشراف البلدية، وما حصل مخالف للاتفاق بعد توزيع مليون ليتر ولم يتم اشراكنا بالإشراف على حصة طرابلس. لذلك لا يمكننا محاسبة أصحاب المولدات ان قطعوا كهرباء الاشتراكات، ونحمل المسؤولية للمسؤولين في وزارة الطاقة لان طرابلس بدون كهرباء، لا يمكننا ضبط الأمور الا اذا كان لدينا صلاحية الإشراف، وبدون ذلك لا يمكننا ضبط الامر ولا حتى تحمل المسؤولية فنحن لا نعرف الكمية التي تسلم لطرابلس وهل وصلت الى أصحاب المولدات ام بيعت في السوق السوداء؟ كل ما يمكننا القيام به تجاه اهلنا هو النزول الى الشارع معهم، ورفع الصوت والاستنكار وتحديد الجهة المقصرة بحق طرابلس، ولا يمكن ان أتحمل ما يحصل على أرض الواقع، لا سيما وان الفقر عشش في طرابلس وفيها نقص في كل شيء، هم يتحملون المسؤولية كاملة”.
وعن ضرورة إيجاد خطة سريعة الإنقاذ، قال: “نحن الآن نتحدث بوجود ممثلين عن أصحاب المولدات ولجان الاهل من مناطق واحياء في طرابلس، لنرفع الصوت نتيجة عدم تطبيق الإتفاق مع وزارة الطاقة، واذا لم نتمكن من معرفة الكمية الداخلة ومن تسلمها في طرابلس، لا يمكننا تحمل المسؤولية. وهذا يؤكد ان المسؤولين شركاء في التواطؤ، من يسلم المازوت بدون علمنا متواطىء مع التجار، طرابلس بحاجة الى 212 ألف ليتر يوميا للمولدات، عدا حاجة المولدات في الأبنية الخاصة من المازوت، أي مع المولدات الخاصة في الأبنية السكنية المدينة تحتاج إلى 400 الف ليتر مازوت يوميا، ويمكننا الحصول على هذه الكمية مع تنظيم عملية الإشراف والتوزيع وتحديد ساعات التغذية وساعات القطع وقيمة الاشتراك، كل ذلك من خلال التعاون مع مخابرات الجيش ولجان الأحياء في المناطق وأصحاب المولدات”.
واعتبر أنه “يبدو ان ما يحصل، لجهة عدم اشراكنا في الإشراف على تسلم المازوت هو لتهريب حصة طرابلس وبيعها في السوق السوداء وحرمان المدينة من حقها، لذا نحملهم المسؤولية الكاملة عن كل إشكال وكل نقطة دم قد تسيل في المدينة، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. والمسؤول هو من يملك سلطة القرار في الأمر والنهي وليست بلدية طرابلس المغيبة قصرا، كل الوزارات الطاقة والاقتصاد وغيرها تحمل البلديات ما لا طاقة لنا به، نحن لسنا قرية نائية بل مدينة كبرى فيها اكثر من 500 مولد. المطلوب ان يكون الإشراف بيد بلدية طرابلس لتتمكن من تحمل مسؤولية التوزيع لكل المولدات بالتنسيق مع مخابرات الجيش، وبالتالي مراقبة كل ما يتبع ذلك من أمور حول السعر وساعات التغذية والقطع. وأجزم أن التقصير في طرابلس يتحمل مسؤوليته كل من يملك القرار في الوزارات المعنية (طاقة واقتصاد)، وكل هذه الفوضى والطوابير هم اوجدوها بالتواطؤ مع التجار وما ادراك ما جشع التجار”.
وختم: “الغريب ان شركة كهرباء القاديشا موجودة في طرابلس وتحديدا البحصاص، واذا تم تفعيل العمل بهذه الشركة فيمكن ان تغذي طرابلس ومحيطها بنحو 6 الى 7 ساعات كهرباء بأسعار مقبولة جدا. المطلوب من الدولة تفعيل عمل هذه الشركة لحل مشكلة الكهرباء في طرابلس الكبرى”.