رأى عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري، أن طريق تأليف الحكومة مليء بالمفاجآت، لأنه من الثابت، أن العهد لا يريد إلا حكومة توافي الحسابات الانتخابية والسياسية للتيار الوطني الحر وحليفه حزب الله، معتبرا بالتالي ان اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي لن يتأخر في حال وصلت المشاورات الى طريق مسدود، وهو ما لا يتمناه احد، خصوصا، ان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والتسويف في عملية تشكيل الحكومة، علما بأن الرئيس ميقاتي لن يقدم ما رفض الرئيس الحريري تقديمه، ولن يرضى بالتالي بأن تأتي التشكيلة الحكومية على حساب النهوض بالبلاد اقتصاديا ونقديا.
ولفت الحجيري في تصريح لـ«الأنباء»، الى ان الرئيس ميقاتي ليس لديه ما يقدمه للرئيس عون، سوى تشكيلة حكومية من متخصصين غير حزبيين، لأنه ما من عاقل سيرضى في ظل الانهيار الاقتصادي والنقدي، بحكومة محاصصة وتوزيعات حزبية، تعيد مشهدية الكباش على طاولة مجلس الوزراء، وتعطي حزب الله وحليفه البرتقالي امتيازات تمكنهما من الامساك بالقرار التنفيذي عموما، وبالانتخابات النيابية خصوصا، وما اصرار الرئيس عون على حقيبتي الداخلية والعدل، ومؤخرا على حقيبة الشؤون الاجتماعية، سوى دليل قاطع وقرينة ثابتة لا تحتمل الشك والتأويل.
وردا على سؤال، اكد الحجيري انه في حال تعثرت المشاورات واعتذر الرئيس ميقاتي عن تألف الحكومة، لن يكون بعده اي مرشح لرئاسة الحكومة، الا من باع نفسه للشيطان، وارتضى بتحجيم دور الرئاسة الثالثة في المعادلة السياسية، بمعنى آخر، يرى الحجيري ان لبنان، قد يكون في حال عدم التوافق على تشكيلة حكومية انقاذية، على موعد جديد مع سيناريو العام 1989 1990، مع فارق غير بسيط، انه سيكون سيناريو بإشراف وتوجيه من كانوا اعداء العماد عون في تلك الحقبة من تاريخ لبنان.
على صعيد مختلف، أكد الحجيري ان مواقف البطريرك الراعي محقة، وتعبر عن رأي الغالبية الساحقة من اللبنانيين، وبالتالي فإن التعرض لرأس الكنيسة المارونية لمجرد انه نطق بالحق والحقيقة، مرفوض ومدان، وما هو الا محاولة رخيصة ومكشوفة لمصادرة رأي البطريرك الراعي في موضوع السيادة والهدنة مع العدو الاسرائيلي، لكن الغريب في ردود الفعل، هو تباكي التيار الوطني على اهانة البطريرك الراعي، وهو كان أول من اقتحم بكركي في العام 1989، واعتدى جسديا على البطريرك الراحل نصرالله صفير، وانتزع صورة البابا ليضع مكانها صورة العماد عون آنذاك، ما يعني من وجهة نظر الحجيري، ان التيار الوطني، مصر ومن منطلق استقطابي انتخابي، على بيع الأوهام للمسيحيين، والمتاجرة تارة بحقوقهم، وطورا بصلاحيات رئاسة الجمهورية.