زار رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، اليوم الجمعة مقر الاتحاد العمالي العام، حيث التقى رئيس الاتحاد بشارة الأسمر في حضور عدد من قيادة الاتحاد، وجرى تقييم شامل للأوضاع العامة في البلاد لا سيما تداعيات الأزمة الاقتصادية على الواقع الاجتماعي والمعيشي.
وأكد شقير “أنّ زيارتي اليوم للاتحاد العمالي العام تأتي تعبيرا عن تضامني وتضامن الهيئات الاقتصادية وأصحاب العمل مع شركائنا في الانتاج، أي العمال، في ظل أصعب أزمة معيشية وحياتية تواجهها الأغلبية الساحقة من اللبنانيين”.
واذ تحدث عن “الصعوبات الحياتية ومعاناة اللبنانيين وانخفاض القدرات الشرائية بالنسبة للعمال”، شدد على “ضرورة القيام بمبادرة مباشرة تجاه العاملين في القطاع الخاص لتخفيف هذه الاعباء”.
واشار شقير الى ان “الهيئات الاقتصادية أبدت استعدادها لتدعيم الوضع الاجتماعي والمعيشي للعمال ضمن الامكانات المتاحة”.
كما حذر من “صعوبة أوضاع معظم المؤسسات الخاصة”، مشددا على “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر كي نصل الى تفاهم ممكن تطبيقه ويعود بالخير على العمال من دون أن يؤثر سلبا على المؤسسات”.
من جهته، شكر الأسمر شقير على زيارته، مثمنا “الجهود التي يقوم بها لإيجاد صيغ محددة لتدعيم القدرات الشرائية للعمال”.
وإذ عبّر الأسمر عن “استيائه من تفاقم الاوضاع الاقتصادية لا سيما الحياتية والتي أصابت العامل في معيشته”، حذر من “حصول المزيد من التدهور مع رفع الدعم كليا عن المحروقات الذي من شأنه ان يرتد إرتفاعا في أسعار السلع، وبشكل خاص الأساسية وأولها الخبز وكذلك في أسعار الخدمات وبشكل خاص كلفة النقل”.”
وقال: “العامل لا يمكنه أن يتحمل أكثر، ونحن كاتحاد الى جانبه لتحسين وضعه”، مضيفا: “”إذا كانت الدولة في غيبوبة، فعلينا أن نتحرك كشركاء إنتاج من ضمن هذا الحوار الجاري للحد من تداعيات الأزمات المتعددة خصوصا على العمال، وكذلك الحفاظ على المؤسسات الخاصة التي هي العمود الفقري للإقتصاد الوطني”.
وبعد نقاش مطول تم خلاله استعراض جوانب الأزمة كافة، إتفق الطرفان على تحديد المواضيع المستهدفة من خلال الحوار الجاري بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام لتحسين وضع العمال المعيشي ببدل النقل والمنح التعليمية.
وأكد الطرفان مجموعة من الثوابت أبرزها:
– ضرورة أن تتحمل القوى السياسية مسؤولياتها كاملة والقيام بواجباتها الوطنية لإنقاذ لبنان.
– الاسراع في تشكيل حكومة إنقاذية اليوم قبل الغد، حكومة ذات مواصفات باتت معروفة من قبل الجميع لوقف الانهيار وإعادة البلد الى طريق التعافي والنهوض.
– ضرورة الإسراع في إصدار البطاقة التمويلية التي تعتبر حاجة ماسة لحماية اللبنانيين معيشيا وحياتيا وعدم تعريضهم للمزيد من الذل والجوع.
– منع التهريب ومحاربة الاقتصاد غير الشرعي الذي يتوسع على حساب الاقتصاد الشرعي.
وشدد الطرفان على أن “خطورة الأوضاع وما وصل اليه البلد من تراجع خطر على كل المستويات، لم يعد ينفع معه كل المحاولات التي تقوم بها السلطة من إجراءات موضعية تفقد جدواها سريعا”.
ولفت الطرفان الى أن “المطلوب تشكيل حكومة إنقاذية تعمل على تنفيذ خطة إنقاذ شاملة بالتعاون مع المجتمع والمنظمات الدولية وبدعم من الاشقاء والأصدقاء حول العالم”.