بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء وعلى خطى البطاركة القديسين على مدى مئات السنين سار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس #الراعي من الديمان إلى الكرسي البطريرك الأثري في #قنوبين.
وفي كلمة له، قال الراعي: “أتحدّث إليكم وفي قلبي إيمان ورجاء ثابتين كما ثبات البطاركة الذين عاشوا وصمدوا وصلوا وقاوموا هنا في هذا الوادي 400 سنة وانطلقوا، واليوم المسيرة نفسها والتاريخ نفسه، تتغيّر الأشخاص وتتغيّر الأحداث لكن المسيرة ذاتها ونحن مدعوين لنحفاظ على هذا التراث الإنجيلي في هذا الشرق”.
وأضاف: “أتوقف معكم هنا للحديث عن كيف توّج الرب عظائم مريم بنقلها بالنفس والجسد إلى السماء وهي التي قالت: “تعظمّ نفسي الرب لأنّ القدير صنع بي العظائم”. ما هي هذه العظائم التي تنبأت مريم بها؟ يذكرها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر عندما أعلن في الأول من تشرين الثاني سنة الـ50 عقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء بقوله “من غير الممكن أن ينال الفساد جسد التي عصمها الله منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى أمها من الخطيئة الموروثة من آدم أيّ الخطيئة الأصلية لأنّها كانت بتصميمه هي التي ستكون أم الكلمة المتجسدة، ثمّ في مسيرة حياتها كانت مخطوبة ليوسف وقبل أن تنتقل إلى بيته بحسب التدبير والتعليم والشريعة اليهودية في ذلك الوقت يتدخل الله وتدخل عظيمة جديدة حين دعاها لتكون أم الكلمة المتجسد بقوّة الروح القدس”.
وتابع: “كلّ الأمور الجميلة تولد من الألم كما مخاض الأم التي تنتظر مولوداً. هذه حياتنا المبنية على هذا التراث رغم أنّنا لا ندرك ما يخبئ لنا الله ولكن ما من أحد منا اتى صدفة إلى العالم وكلّ واحد ترك له الرب دوراً وعلينا أن ننتبه لهذا الدور في مسيرة حياتنا اليومية ونعرف دائماً قول النعم للرب العظيم وليس النعم للذي يجري اليوم وللسياسة العوجاء وليس النعم على الحرمان الكامل بل النعم لإرادة الرب لهذا الوجع الذي نتحمله والذي لا بد من أن يصل بنا إلى القيامة”.
وختم الراعي: “أرفع معكم الصلاة إلى أمّنا مريم العذراء التي لن تترك سفينة لبنان تغرق، لنلتمس منها أن ندرك قول النعم لإرادة الله لتصميمه في الأمور الجيّدة ظاهرياً وفي الأمور المرّة ظاهرياً لأنّ الله لا يريد إلّا الخير لكلّ المؤمنين والمؤمنات به”.