Site icon IMLebanon

لبنانيون يوجهون مطلبًا لمن يهمه الأمر: نريد انتدابًا!

جاء في “العرب” اللندنية:

طالب مغردون لبنانيون على موقع تويتر الأحد بمطلب فرض الانتداب على لبنان على إثر مقتل 28 شخصا على الأقلّ وإصابة نحو ثمانين آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في شمال لبنان أثناء تجمع العشرات حوله للحصول على القليل من البنزين في بلد يشهد أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية حادة.

ويرى معلقون أن الانتداب هو الحل الوحيد لخلاص لبنان المهدد بالانهيار في هذه المرحلة.

ومضت 16 عاما على انسحاب الجيش السوري من لبنان، عقب “انتفاضة الاستقلال”، التي اندلعت ردا على عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتي اتهم النظام السوري بالضلوع فيها.

ورغم إجماع اللبنانيين على حتمية الانسحاب في ذلك الوقت، إلا أنهم يشكون حاليا من استبدال الوصاية السورية بوصاية حلفائها الإقليميين، وتحديدا إيران عبر وكيلها حزب الله.

ولطالما شكّل الاستقطاب السياسي ركيزة للحياة السياسية، تزداد حدّته أو تتراجع مع كل أزمة في لبنان الذي يشهد اليوم خليطا من المآزق.

ويرى أنصار إيران الوضع بأنه تعزيز لـ”محور المقاومة” ضد الإمبريالية والصهيونية، فيما ينسبها المنتقدون إلى خطة مدروسة لتوسع إيران في المنطقة.

ويرى مغردون لبنانيون أن لبنان لم يكن بلدا مستقلا في أي وقت من الأوقات.

وعبر مغردون عن أسفهم لأن أقصى أحلام بعض الشعوب العربية أصبحت فرض الانتداب. وكتب معلق: ويستدير بعض اللبنانيين إلى “الأم الحنون” وهو لقب فرنسا، التي أعلنت قيام “لبنان الكبير” منذ نحو قرن.

والعام الماضي أثارت عريضة إلكترونية على موقع “أفاز” وقّع عليها أكثر من 50 ألف لبناني؛ للمطالبة بعودة الانتداب الفرنسي إلى البلاد، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

والعريضة نشرت على الإنترنت بعد الانفجار المهول الذي هزَّ بيروت العام الماضي ودمّر مرفأها وأجزاء منها وراح ضحيته نحو 200 قتيل وأكثر من 5000 جريح، ولكن أيضا بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت. ودُوّن في العريضة أن القادة اللبنانيين “أظهروا بوضوح عجزهم عن إدارة البلد وضمان أمنه. وأن النظام ينهار بسبب الفساد والإرهاب والميليشيات والبلد يلفظ أنفاسه الأخيرة”.

ويحتفل لبنان بعيد الجلاء في السابع عشر من أبريل، وهو ذكرى انسحاب آخر جندي فرنسي من لبنان عام 1946، بعد أن خضعت البلاد للانتداب الفرنسي في أعقاب الحرب العالمية الأول. وفي عام 2020، احتفل لبنان بالذكرى المئوية السنوية لتأسيسه، لكن هذا الاحتفال اصطدم بالانهيار السياسي والاقتصادي والمجتمعي.

ويذكر أن الحديث عن “انتداب” محتمل، لا في لبنان وحده، إنما في العالم كلّه، مستبعد جدا اليوم بحسب ما يقوله الباحث يان كربرات من جامعة السوربون الفرنسية لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.

ويرى كربرات أن إنشاء جمعية الأمم المتحدة في العام 1945 أنهى مصطلح “الانتداب” بالشكل الذي كان متعارفا عليه بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كانت القوى العظمى تتمثل ببريطانيا وفرنسا اللتين انتصرتا في الحرب.

ويعتبر لبنان دولة مستقلة بحسب شرعة الأمم المتحدة، وهذه الشرعة لا تسمح بأن يقوم بلد بإدارة شؤون بلد آخر إلا بشروط بالغة التعقيد، وحتى بطرق مختلفة عن الماضي. ومن وجهة نظر قانونية، فإن أي دور محتمل لفرنسا في لبنان، يرتبط بشكل مباشر بمجلس الأمن الدولي. ذلك أن مبادئ القانون الدولي، تخوّل دولة ما بإدارة شؤون دولة أخرى “في حال رأى مجلس الأمن أن السلام مهدد وتجب إعادته”.