Site icon IMLebanon

فاجعة التليل… خاتم خطوبة يكشف مأساة جديدة!

نار محرقة التليل أشعلت قلوب عشرات العائلات، التي لم تُحرم فقط من أبنائها بل كذلك من تعرّفِ جثثهم بعد تفحّمها، ومنهم عائلة أسعد، التي عثرت على جثة تضع خاتم خطوبة شبيهاً بخاتم خطوبة ابنها، ومع ذلك ترفض الجزم، وتنتظر صدور نتائج الحمض النووي لحسم الأمر.

القدر قاده إلى المكان

لم يحمل العسكري الذي انضم إلى صفوف الجيش اللبناني قبل ثلاث سنوات غالون لتعبئته بالبنزين، ولم يتوجّه من بلدته الكواشرة العكارية إلى التليل، بل قاده القدر إلى المكان بعدما كان عائداً من منزل خطيبته في بلدة مشحا، حين رأى الجيش اللبناني يوزّع المحروقات كما قال والده رضوان لـ”النهار”، “فنزل من سيّارته للحصول كما غيره من الشبان على كميّة بسيطة تكفيه للتوجّه إلى خدمته لبضع مرّات، وإذ بالانفجار يدوّي، بعدما أطلق صاحب البنزين ثلاث طلقات، فاحترق الشبان، لا لذنب ارتكبوه إلا لأنّهم في بلد لا يؤمّن أبسط الحقوق لمواطنيه”.

“الله لا يحرق حدا”

بغصّة وألم يتحدّث رضوان عن الساعات الأخيرة التي أمضاها مع ابنه محمد قائلاً : “في ذلك اليوم، حضرت خطيبته إلى منزلنا. تناولنا الغداء سويّاً، ضحكنا وفرحنا، بعدها أوصلها محمد إلى منزلها، وأمضى معها ساعات، وفي طريق عودته حلّت الكارثة”.

وعن الصور المنتشرة عبر الفايسبوك لخاتم خطوبة محمد، والحديث عن تحديد جثمانه، أجاب: “لا أعلم بذلك. يا ريت أعرف عنو شي، فأنا لا أزال أنتظر نتائج الحمض النووي”، وختم قائلاً: “يلي صار صعب كتير. الله لا يحرق حدا”.

الاتصال الأخير

كذلك شرحت حنان عمة محمد اللحظات الأخيرة في حياة شاب كان “باراً بوالديه، حنوناً، يحبّ الخير للغير”، قائلة: “كان محمد يتبادل الحديث مع خطيبته على الهاتف، وهو يقود سيارته في طريق عودته من منزلها إلى منزله، حين أطلعها أنه مضطر لإغلاق الهاتف لتعبئة البنزين الذي يقوم الجيش بتوزيعه. وعندما عاودت الاتصال به كان هاتفه مغلقاً. أطلعت عائلته، التي علمت بوجود حريق في منطقة التليل، فما كان من أفرادها إلا المسارعة والتوجّه إلى هناك، حيث عثروا على سيّارته. بقي لديهم أمل في أن يكون في مكان ما، وألا يكون الانفجار قد طاله. بحثوا عنه في كلّ المستشفيات إلى أن استشبه خاله بجثّة تشبه تكاوينه، وإن كانت متفحّمة إلى درجة كبيرة؛ وما لفت نظره كان الخاتم الذي لا يزال في إصبع الجثة. التقط صورة له، وأرسلها إلى خطيبته للتأكّد من أنّه يعود إلى محمد، فكان الجواب نعم”.

قبل سنة، فرح والدَا محمد بخطبته، إلا أن الزمن لم يمنحه وخطيبته مزيداً من العمر لتُزفّ إليه، بل حوّل فرحتهما إلى حزن عميق بعدما خسراه إلى الأبد.