كتب عمر البردان في “اللواء”:
ليس هناك ما يؤشر جدياً إلى قرب ولادة الحكومة، بالرغم من الأجواء الإيجابية التي ظللت لقاءات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشال عون، باعتبار أن هناك عقداً لم تذلل بعد نا زالت تؤخر الولادة الحكومية التي تحتاج إلى جهود إضافية، ريثما يحصل توافق كامل على توزيع الحقائب والأسماء، مع أنه يمكن القول أن الكثير من العراقيل قد جرى تذليلها، نتيجة اللقاءات التي عقدها الرئيسان عون وميقاتي.
والسؤال الذي يطرح، هل بإمكان الحكومة في حال تشكلت، إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته؟ يجيب النائب المستقيل مروان حمادة، بالقول لـ«اللواء»، أنه «مر عام كامل على المبادرة الفرنسية، بعدما فرغت من كل محتوياتها، الإصلاحية منها والاستقلالية، وقد أصبحنا الآن أمام حكومة محاصصة، لا تختلف عن الحكومات السابقة، ولا أظن بأن انجازاتها ستختلف عما أنجزته حكومات عهد ميشال عون من تراجع وتدهور في مختلف الحقول»، مشدداً على أن «اللبنانيين وضعوا أمام خيار من إثنين، إما لا حكومة، وهذا يعني مزيداً من التدهور، أو حكومة كيفما كان، على أمل أن تحد مما نعيشه حالياً، ويبدو أنه بين خيار الإطاحة بعون، وبين إيجاد وصلة صغيرة لتمرير14 شهراً، فإن الخيار الأخير، هو الأقل كلفة».
ويشير حمادة، إلى أن «أمام اللبنانيين مجموعة من المآسي ات لا مهرب منها، لأن وضع الإفلاس الذي أوقعوه فيه، لن يتغير بين ليلة وضحاها، فهناك سنوات مطلوبة لإعادة العافية إلى الاقتصاد اللبناني، وإعادة الهدوء إلى النفوس، والوفاق إلى شرائح هذا الشعب»، مضيفاً : «لا أتوقع معجزات قبل انتهاء عهد ميشال عون، ولكن تبقى حكومة تداوي الجراح العاجلة، أفضل من لا حكومة». ويعرب عن اعتقاده، كل ما يتصل بالدعم العربي والدولي، يتوقف على تقييم الحكومة الجديدة، لناحية أعضائها ونفوذ حزب الله داخلها، وعلى بيانها الوزاري وسلوكها أمام الخارج». فإما أن تبقى القطيعة وإما أن يبدل لبنان بعض حبال النجاة».
توازياً، وفي إطار الدعم الأميركي للبنان، يزور بيروت في الأيام المقبلة مسؤول أميركي، سيشدد وفقاً للمعلومات المتوافرة على ان الاستقرار السياسي اساسي لمنع اي انهيار اضافي دراماتيكي للاوضاع في لبنان. فبينما قالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا من بعبدا، اثر لقائها كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي «الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية ونحن نحض الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة»، تلفت أوساط سياسية الى ان اللقاءات التي سيجريها الضيف الاميركي ستحمل العناوين هذه. والجدير ذكره ان الزيارة تأتي في ظل تصعيد اميركي – ايراني، اثر انتخاب ابراهيم رئيسي وتعيينه حسين عبداللهيان وزيرا للخارجية (علما ان الاخير معاقَب اميركيا) وتعثر مفاوضات فيينا، وعشية دفعة عقوبات جديدة تعتزم واشنطن اصدارها في حق مسؤولين لبنانيين، وهذه الاجواء الضاغطة ستنعكس حكما على مضمون محادثاته مع مضيفيه اللبنانيين.