كتب عمار نعمة في “اللواء”:
مع كل قمع سلطوي للناشطين على الأرض تخرج حركة هؤلاء أقوى زخماً من السابق. هذا كان الحال دوما ولم تشذ حركة الاعتقالات الاخيرة على خلفية انفجار تليل، عنها.
وما يلاحظ ان هؤلاء الناشطين قد كسروا حاجز هيبة السلطة اضافة الى اعتبارهم ان الحراك على الارض بات اكثر زخما، خاصة مع التوقيفات التي حصلت مع اقتحام منزل النائب طارق المرعبي.
وكان آخر تلك الاعتقالات توقيف القيادي والأمين العام الأسبق لحزب «سبعة» جاد داغر بسبب كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم تركه حرا بعد نحو تسع ساعات بعد منتصف ليل أمس.
وجاء ذلك بعد هجوم داغر على توقيف ناشطَين من الحزب كانا شاركا في اقتحام منزل النائب طارق المرعبي على خلفية اتهامه بما حدث من انفجار مأساوي في منطقة تليل قبل ايام.
ويشير داغر لـ»اللواء» الى ان ما حدث معه هو رسالة سياسية وتوقيف على هذا الاساس من دون سبب وجيه. وكان مستغربا حضور فرع المعلومات الى منزله بينما لم تذهب المسألة الى محكمة المطبوعات، بغية اقتياده لطرح بعض الأسئلة عليه قبل ان يفاجأ بفتح تحقيق معه لساعات طويلة بلغ معها 13 صفحة، في مقر الفرع وتوقيف من قبل النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات «لشخص يعمل في السياسة منذ خمس سنوات».
ويلفت النظر الى انه ادلى برأيه الحر وما حصل يعد مسيئا حتى في دول من العالم الثالث. «حتى أنه لم يكن هناك مدعٍ وعندما حضر محامون من قبل النقيب ملحم خلف كشفوا الكثير مما هو خطأ على صعيد مسألة التوقيف.. وفي النهاية تم اطلاق سراحي في الوقت الذي كنت فيه أتحضر للنوم في النظارة».
ويؤكد انه رفض طلبين للمحققين، اولهما كشف محتوى هاتفه الخليوي رافضا اعطاء المحققين «كود» الهاتف معتبرا ان في الامر خصوصية له ولعائلته علما ان طلب كشف محتوى الهواتف بات طبيعيا في العلاقة مع الناشطين، وثانيهما مطلب ربع الساعة الاخير بتوقيع تعهد بعدم مهاجمة النواب والسياسيين «وقد توعدت بالعودة الى النظارة في حال الإصرار على هذا الطلب»…
ويعلق داغر الذي التقى ايضا رئيس شعبة المعلومات، متهكما: لقد تركوا كل المجرمين واللصوص وأتوا إليّ، وستكون مفاعيل التوقيف من قبل قضاء مسيّس، بتغيير تصاعدي، ولن يزيدنا ذلك سوى اصرارا على مقاومتنا المدنية، واذا كانت الرسالة قد وصلتنا، فإننا نعرف كيف نجيب عليها.
وفي موازاة ذلك اضطر النائب المرعبي الذي تعرض لضغوط كبيرة في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، الى سحب شكواه في حق الناشطين الذين يؤكدون بأن اي مبلغ مالي لم يسرق من منزل المرعبي، وان كانوا يُقرون بتعرض المنزل لعمليات تخريب من قبل البعض.
تقارب بين «سبعة» والمجموعات
في هذه الأثناء، يشير ناشطون مقربون من «سبعة» الى ان المجموعات باتت اكثر قبولا له في اطار بيئة الحراك، بعد تحفظات عديدة في السابق وتساؤلات من قبلهم تجاهه. والحزب الذي لم ينضو في اطار اي جبهة قيد التشكيل، قد تُقرب المسافة بينه وبين المجموعات الكبرى الاخرى اكثر مع الوقت.
.. وفي انتظار اقتراب موعد الانتخابات النيابية، يهمس البعض بأن المجموعات ستتوحد في بوتقة واحدة قد يشكل ائتلاف «نحو الوطن» عنوانا لها، بفعل الأمر الواقع ولمصلحة العمل الجبهوي الموحد، بينما ثمة ترقب عند البعض ايضا بأن مجموعات صغرى في الحراك قد تنسحب لتُعبد الطريق امام ذلك الائتلاف.. على ان الامر لا يزال مبكرا على ذلك.