كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:
مع حلول اليوم الجمعة العشرين من آب، ينعقد مجلس النواب في جلسة مخصصة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون التي دعا فيها لاتخاذ موقف من قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقف الدعم عن المحروقات والسلع الأخرى، رافضا المس بالاحتياطي الإلزامي من ودائع البنوك إلا بتغطية تشريعية من مجلس النواب.
الجلسة ستكون مشهودة من حيث حرارتها، ومن حيث الاتجاهات الواضحة لدى رئيس المجلس نبيه بري لرفع السقف ضد عون من زاوية الفاقة التي يعانيها اللبنانيون، فيما هو مشغول بتأمين مستقبل صهره.
وقود الجلسة، سيكون إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطاب عاشوراء صباح أمس، عن انطلاق أول ناقلة نفط إيرانية، لتلحق بها ناقلات أخرى، «محملة بالمواد اللازمة من المحروقات». وقال محذرا «الأميركيين والإسرائيليين، ان السفينة من اللحظة التي ستبحر بعد ساعات تصبح أرضا لبنانية».
وتابع ان «ما يجري حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين من أجل مصالح تخدم إسرائيل»، واصفا السفارة الأميركية بـ«الوكر المباشر الذي يديرها»، متهما السفيرة الأميركية دوروثي شيا شخصيا بأنها «تلتقي ببعض ما يسمى جمعيات المجتمع المدني وتخاطبهم وتمولهم وعندما يفشلون تعاتبهم، وستعاتبهم كثيرا». ووصفها بأنها «سفارة تآمر على شعب لبنان وعلى كرامة الإنسان في لبنان من موقعها الشيطاني». وتوجه إليهم بالقول: «فشلتم في الماضي وستفشلون».
نصرالله، دعا إلى تسريع تشكيل الحكومة، لكن المصادر المتابعة أكدت لـ«الأنباء» أمس أن انحباس التفاهم، بين الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، داخل قمقم طموحات جبران باسيل، والثلث المعطل، وهذا أريده من الوزراء وهذا لا أريده، أعاد عقارب تأليف الحكومة إلى الوراء.
وتقول المصادر ان إعلان نصرالله عن قرب وصول النفط الإيراني زاد في إرباك الوضع الحكومي، لقناعة المعنيين بألا إسرائيل ولا الولايات المتحدة، يمكن ان تضرب السفينة الإيرانية في البحر، محذرين من أن قانون «قيصر» الأميركي سيكون حاضرا للإطباق على لبنان. وهذا ما لا يغري أحدا بتشكيل حكومة في هذا الوضع.
المصادر عينها، أكدت لـ«الأنباء» ان ميقاتي كان ميالا لإعلان اعتذاره، قبل عقد اللقاء الثاني عشر مع الرئيس عون أمس، لكن ثمة جهات أقنعته بأن يرجئ ذلك الى ما بعد جلسة مجلس النواب اليوم، حيث نهاية مهلة التأليف التي وضعها لنفسه، خصوصا ان جلسة اليوم قد تكون الأخيرة لمجلس النواب الذي تنتهي ولايته بعد 6 أشهر!
وتقول المصادر المتابعة ان الرئيس ميقاتي كان يستعد لزيارة الرئيس عون أمس الأول الأربعاء لإنجاز اللائحة الحكومية، لكن تنقيحات نقلها إليه المدير العام للقصر الجمهوري انطوان شقير، أوحت بأن الرئيس عون وفريقه الرئاسي يريدان الحصول على 10 وزراء، لا 7 كما يفترض، ما أدرك معه ميقاتي ان شهوة الثلث المعطل مازالت تراود هذا الفريق.
وسرعان ما أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا أكدت فيه ان «الثلث المعطل ليس واردا في حسابنا» متهما وسائل الإعلام بتداول معلومات مغلوطة، وقال: «لم يرد يوما في حساب الرئيس عون المطالبة بالثلث المعطل»، وأن كل ما قيل عن طلب الرئيس «9 أو 10 وزراء عار من الصحة»، ومختلق «للتشويش ومنع ولادة الحكومة».
وعزا البيان التعطيل إلى أن الرئيس المكلف تلقى مطالب من فرقاء آخرين كانت تتزايد وتتبدل يوما بعد يوم، ما انعكس تأخيرا في إصدار التشكيلة الحكومية.
واعتبر ان التصريحات والتحليلات تشوه مواقف عون بهدف «الدفع بالرئيس المكلف إلى الاعتذار، وهو ما لا يريده الرئيس عون».
وردا على البيان الرئاسي، أصدر المكتب الاعلامي للرئيس المكلف بيانا أعلن فيه، ان ميقاتي يقدر لعون «مضمون البيان الذي أصدره وتأكيده استمرار التعاون لتشكيل حكومة يرضى عنها اللبنانيون وتلاقي دعم المجتمع الدولي».
وأكد انه سيستمر في مسعاه لتشكيل الحكومة وفق الأسس المعروفة، كما أنه ليس في صدد الدخول بأي سجال أو نقاش على الاعلام، متمنيا على الجميع إقران الايجابيات المعلنة بخطوات عملية لتسهيل مهمته وتشكيل الحكومة في أسرع وقت.
وردا على تلميح مصادر التيار الحر، إلى دخول الرئيس سعد الحريري على الخط من زاوية تنبيه ميقاتي، الى النوايا المبيتة. قال النائب عثمان علم الدين، عضو كتلة المستقبل عبر «الوسط الإخبارية» إن «عون هو رئيس جمهورية بالشكل، ومحركه جبران باسيل». ثم توجه إلى الأخير بقوله: «فشرتم» ان تقربوا من مقام رئاسة الحكومة.. وفشرت يا باسيل ان تكون رئيسا للجمهورية في يوم من الأيام.
أمام هذا الواقع، دعا رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى الاتفاق حول استقالة الرئيس عون، على ان تقرن بـ«استقالتنا» جميعا من مجلس النواب، لكي نصل إلى انتخابات نيابية مبكرة، لأن استقالة الرئيس وحدها لن تغير الواقع السياسي بوجود الأكثرية النيابية الحالية، بحسب تصريحات لقناة سعودية.