كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
لا شكّ في أنّ الإمساك يؤثر في الأنشطة اليومية، وكذلك الصحّة بشكلٍ عام. وفي حين أنّ بعض الأشخاص قد يلجأون إلى المُليّنات، إلّا أنّ العديد منهم يفضّلون الاستعانة بالعلاجات الطبيعية، مثل الحركة الخفيفة، وشرب مزيد من المياه، والتركيز على مصادر الألياف، وإضافة البروبيوتك إلى الغذاء… ولكن هل فكّرتم في تهدئة الإمساك بواسطة عصائر الفاكهة؟
أكّد اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور أندرو بوكسر، من «Jersey City Medical Center»، أنّ «اختيار العصير الصحيح يمكن أن يندرج ضمن لائحة الوسائل التي تساعد على تخفيف الإمساك في المنزل».
وعرضَ، في ما يلي، أفضل أنواع عصائر الفاكهة التي تساعد على تحريك البراز:
عصير الخوخ المجفّف
إنه العصير الأول الذي يجب التفكير فيه عند معاناة الإمساك، لقدرته الخارقة على تهدئة المشكلة والحفاظ على حركة أمعاء منتظمة. ولقد وجدت دراسة نُشرت عام 2014 في «Alimentary Pharmacology and Therapeutics» أنّ عصير الخوخ المجفّف تفوّقَ في تهدئة الإمساك وزيادة وزن البراز وتواتره. ويرجع الفضل في ذلك إلى أنّ هذا العصير يساعد على ترطيب وتليين الأمعاء الدقيقة والقولون، حيث يتمّ امتصاص المياه لتشكيل البراز، كما أنه يملك الألياف وخصائص أخرى طبيعية تتمتّع بآثارٍ مُليّنة. إنّ كوباً واحداً من عصير الخوخ المجفف يحتوي على نحو 2,6 غ من الألياف الغذائية التي تساعد على زيادة حجم البراز لإفرازه بسهولةٍ أكبر. وما يُميّز هذه المادة أكثر هي أنها تحتوي على سكّر طبيعي غير قابل للامتصاص يُعرف بالـ»Sorbitol»، يسحب السوائل إلى الأمعاء ويَقي من تصلّب البراز.
عصير التفاح
على غِرار عصير الخوخ المجفف، يحتوي عصير التفاح على مستويات عالية من الـ»Sorbitol» المتوافِر فيه طبيعياً، والذي يُعتبر محارباً أساسياً للإمساك. ولقد توصّلت دراسة نُشرت عام 2020 في «Food and Function» إلى أنّ عصير التفاح قد يكون فعّالاً للأشخاص الذين يَشكون الإمساك المُزمن. اللافت أنّ مذاق عصير التفاح ألذّ بكثير من عصير الخوخ المجفف، ما يجعل العديد من الأشخاص، خصوصاً الأولاد، يتقبّلونه. ولكن لا بد من الانتباه إلى الكمية، لأنّ الإفراط في هذا المشروب يولّد أوجاعاً في المعدة.
عصير الإجاص
يحتوي عصير الإجاص على نحو 4 مرّات أكثر من الـ»Sorbitol» الموجود في عصير التفاح، ما يجعله خياراً أفضل للإمساك. ولقد أظهَر بحث نُشر عام 2001 في «Australian Journal of Nutrition and Dietetics» أنّ هذه المادة تساعد على تنظيم حركة الأمعاء، غير أنها كانت أكثر فاعلية بعد تناولها بانتظام لنحو أسبوع.
هل من عصائر أخرى؟
يُعتبر الخوخ المجفف، والإجاص، والتفاح من أفضل عصائر الفاكهة للإمساك، ولكن هناك عصائر أخرى مفيدة أبرزها، وفق الدكتور بوكسر:
عصير الكرانبيري: أُجريت دراسات كثيرة لمعرفة دور الكرانبيري في دعم صحّة الأمعاء والميكروبيوم، ولكن ليس من الواضح إذا كانت هذه المنافع تنطبق أيضاً على عصيره.
عصير العنب: لا توجد دلائل كافية لإثبات فاعلية العنب في علاج الإمساك، ولكن إذا كنتم لا تحبّون مذاق عصير الخوخ المجفف أو التفاح أو الإجاص، يمكنكم مَزجه مع قليلٍ من عصير العنب لِجَعل النكهة ألذّ.
عصير الغريب فروت: بَيّنَ بحث نُشر عام 2018 في «International Journal of Molecular Medicine» وأُجريَ على الفئران أنّ مُركّب «Naringenin» في الغريب فروت وعصيره يملك تأثيراً مُليّناً، غير أنه لا يمكن الجزم بأنّ تأثيره سيكون مُماثلاً على البشر.
عصير الحامض: إنّ الإمساك يُصيب العديد من مرضى السرطان، واستناداً إلى جمعية السرطان الأميركية، يُنصح بمَزج المياه الساخنة مع عصير الحامض كعلاجٍ بسيط ومُهدّئ.
عصير الليمون: من الشائع شرب عصير الليمون على الفطور، إلّا أنّه لا دلائل كافية تشير الى أنه يساعد على تعزيز حركة الأمعاء. في الواقع، يُفضّل تناول ثمرة كاملة، بحيث وجدت دراسة نُشرت عام 2019 في «Drug Intervention Today» أنّ الليمون كان فعّالاً في تهدئة أعراض الإمساك بعدما تناولَ المشاركون ثمرة واحدة يومياً لمدة 15 يوماً.
عصير البابايا: بحسب دراسة صدرت عام 2013 في «Neuroendocrinology Letters»، قد يساعد البابايا على تهدئة بعض الأعراض الهضمية مثل الحرقة، ومتلازمة القولون العصبي، والإمساك. غير أنّ هذه الفوائد قد لا تنطبق بالضرورة على هذا العصير الذي لا يحتوي على الألياف مقارنةً بِتَناوُل الثمرة كاملة.
مخاطر وتحذيرات
شدّد الدكتور بوكسر على وجود مجموعة أمور يجب أخذها في الحسبان قبل شرب عصير الفاكهة لعلاج الإمساك، وتحديداً:
– إنّ عصائر الفاكهة غنيّة بالسكّر، وبالتالي إذا كنتم تعانون السكّري أو عليكم مراقبة جرعة السكّر المستهلكة لدوافع صحّية أخرى، يجب الانتباه لكمية العصير التي تحتسونها.
– صحيحٌ أنّ العصائر المذكورة تساعد على إخراج البراز، إلّا أنه لا يجب استخدامها كعلاج للإمساك المُزمن. إذا كنتم تعجزون عن توفير استقرار حركة الأمعاء، عليكم التحدّث إلى الطبيب.
– إذا كان الإمساك مُصاحباً بأعراضٍ أخرى، مثل نزيف دمَوي أو خسارة وزن غير مُبرّرة، لا بدّ من استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن.